وجرى اللقاء في قصر دولما بهتشة على ضفاف البوسفور، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات من الجانب التركي، إلى جانب رئيس هيئة الصناعات الدفاعية. أما الوفد السوري، فضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ومسؤولين آخرين.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية بأن اللقاء ركز على ثلاثة محاور رئيسية، على رأسها رفع العقوبات الدولية عن سوريا، بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع القيود الاقتصادية "دعماً للاستقرار وإعادة الإعمار".
كذلك تناول اللقاء تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، بما في ذلك فتح خطوط تمويل تركية محدودة لدعم مشاريع البنية التحتية في شمال سوريا. وبحث مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد") وخطة تركية تقترح دمجها تدريجياً بمؤسسات الدولة السورية الجديدة مقابل تسليم السلاح وخروج المقاتلين الأجانب من مناطق سيطرتها، حسب وكالة "رويترز".
لقاء المبعوث الأميركي
كذلك التقى الشرع خلال زيارته إلى إسطنبول، بالمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك. وقال باراك في بيان: "التقيت اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، في إسطنبول، لتنفيذ قرار الرئيس ترامب الجريء لفتح الطريق للسلام والازدهار في سوريا".
وأضاف أن "الشرع أشاد بتحرك الولايات المتحدة السريع لرفع العقوبات ورحب بإعلان وزير الخارجية (ماركو) روبيو التاريخي الذي نصّ على إعفاء من عقوبات قانون قيصر لمدة 180 يوماً، بالإضافة إلى إعلان وزارة الخزانة الأميركية عن الترخيص العام رقم 25 وغيره من تدابير تخفيف العقوبات".
وقال: "جددت التأكيد على دعم الولايات المتحدة للشعب السوري بعد سنوات طويلة من الصراع والعنف، وكررت ما أكده الوزير روبيو من أنه لو لم نتحرك بسرعة ووعي لرفع العقوبات، لما استطاع شركاؤنا في المنطقة تقديم التمويل والإمدادات والطاقة لتخفيف معاناة الشعب السوري المنكوب". وتابع أن "هدف الرئيس ترامب هو تمكين الحكومة الجديدة من تهيئة الظروف التي تتيح للشعب السوري ليس فقط البقاء بل الازدهار".
وشدد باراك على أن "وقف العقوبات عن سوريا يحافظ على سلامة هدفنا الأساسي، وهو الهزيمة المستدامة لتنظيم داعش ويمنح الشعب السوري فرصة لمستقبل أفضل".
اتصالات سورية-إسرائيلية برعاية تركية
ويأتي هذا اللقاء في ظل تحولات لافتة في الموقف التركي من الملف السوري، حيث تلعب أنقرة دوراً جديداً كوسيط إقليمي بين دمشق وأطراف كانت على خصومة طويلة معها، وفي مقدمتها إسرائيل.
وكان رئيس الاستخبارات التركية قد اجتمع بالرئيس الشرع في دمشق الأسبوع الماضي، وناقش معه سبل تسوية ملف "وحدات حماية الشعب" الكردية عبر خيار الاندماج الأمني الكامل في الجيش السوري.
كما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن "اجتماعات إيجابية" تمت مؤخراً بين ممثلين عن الحكومة السورية الجديدة وإسرائيل بوساطة تركية، ووصفت تلك اللقاءات بأنها بداية لمسار تفاوضي محتمل.
وتُعد زيارة اليوم هي الثالثة التي يقوم بها الرئيس الشرع إلى تركيا منذ توليه الرئاسة في نيسان/أبريل الماضي، وهو ما يعكس تنامي العلاقة بين دمشق وأنقرة، التي كانت لعقد مضى رأس الحربة في دعم المعارضة ضد نظام بشار الأسد.
وأصبحت تركيا أكثر انخراطاً في رسم ملامح النظام السوري الجديد، بعد أن تحولت من لاعب عسكري مباشر إلى شريك دبلوماسي، مدفوعة برغبتها في ضبط حدودها الجنوبية، وتحجيم نفوذ "قسد"، وضمان دور لها في مرحلة ما بعد الحرب، سواء من خلال إعادة الإعمار أو توجيه الاستثمارات نحو المناطق السورية الخاضعة لنفوذ أنقرة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها