حجم الخط
مشاركة عبر
تؤشر كثافة الاستهدافات الجوية والبرية لمناطق متفرقة في قطاع غزة، بالترافق مع تحركات نشطة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، إلى أن عملية "عربات جدعون" تسير قدماً وتتوسع يوماً بعد آخر، وسط تساؤلات عن مدياتها وغاياتها الحقيقية.
5 فرق عسكرية.. وتهيئة نارية
واستقدم جيش الاحتلال الفرقة (162) للقتال في القطاع في الأيام الأخيرة، وهي نفسها انخرطت بالعملية البرية منذ بدء الحرب على القطاع، ثم انسحبت بعد إبرام الهدنة السابقة، لكنها عادت أخيرا مع إعلان تل أبيب إطلاق عملية "عربات جدعون" الهادفة إلى توسيع المناورة البرية.
وتشمل الفرقة العسكرية 162، لواء جفعاتي واللواء 401، وهو ما يرفع مجموع الفرق العسكرية العاملة في القطاع حالياً، من جنوبه إلى شماله، إلى 5 فرق عسكرية، وتتركز مهامها حالياً على التحشيد والتهيئة اللوجستية والنارية للتوغل الفعلي.
بدء المرحلة الثانية للعملية!
والواقع أن التوغل الفعلي لم يحصل حتى الآن، ويركز الاحتلال الآن على هجوم مكثف من الجو والمدفعية بلا توقف، مستهدفاً مبانٍ ومربعات سكنية ومرافق متعددة، والنتيجة عشرات الشهداء والجرحى يومياً، إلى جانب إصدار الاحتلال أوامر إخلاء لسكان مناطق واسعة من خانيونس باتجاه المواصي غرباً، لدرجة أن الأخيرة باتت مكتظة ولا يمكنها استيعاب مزيد من النازحين، وفق ما يؤكد شهود عيان ل"المدن".
وقالت مواقع مقربة من الأمن الإسرائيلي، إن الجيش انتقل إلى المرحلة الثانية، والتي تتضمن ما يسميها في خطته العسكرية ب"التعبئة السكانية"، حيث تقوم على إطلاق كثيف للنار، وإجبار سكان شمال القطاع على النزوح جنوباً، ودفع سكان خانيونس على النزوح غرباً باتجاه المواصي. ثم بعد ذلك، يُفعّل في وقت محدد ما تُعرف ب"الحلابات" أو "قنوات الصرف"؛ من أجل فرز النازحين باتجاه الجنوب، بطريقة تمنع مرور المسلحين والمطلوبين، بحجة جعلهم "مشتتين" و"محاصرين" في مناطق معينة، وعلى نحو يسهل ملاحقتهم.
المناطق المستهدفة؟
ورصدت "المدن" تسريبات وإفادات عسكرية بالإعلام العبري، تشير إلى أن العين موجهة نحو المناطق الواقعة شرقي خانيونس وشمال القطاع وشرق مدينة غزة، بينما قال المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" العبري، إن خانيونس مرشحة لنفس سيناريو رفح، من حيث السيطرة على أراضٍ واسعة وتثبيت التواجد العسكري الإسرائيلي فيها لأجل غير مسمى، مضيفاً أن ما يرشح من قادة الجيش هو أنه لا جداول زمنية لعملية "عربات جدعون".
5 مناطق معزولة
ونوه الاعلام العبري بأن هدف "عربات جدعون" توسيع المناطق العازلة شمالاً وشرقاً وجنوباً، عبر تقسيم القطاع إلى 4 أو 5 مناطق وذلك بإنشاء محور جديد "ثالث" يُضاف إلى نتساريم وموراج. ويقع المحور الذي يخطط الاحتلال لتنفيذه، شمال خانيونس، لفصلها عن دير البلح.
في حين، قال مصدر من حركة "حماس"، لـ"المدن"، إن المقاومة تقدر أن الاحتلال يسعى من وراء عمليته إلى إعادة السيطرة على شمال القطاع، بدءاً من منطقة الصفطاوي على الحدود الجغرافية الرسمية لمدينة غزة باتجاه الشمال، أي إخلاء مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا ونقلهم إلى مدينة غزة، وكذلك دفع سكان شرق خانيونس إلى الغرب.
ووفق المصدر الحمساوي المقيم في غزة، فإنه من غير المستبعد أن يعيد الجيش الإسرائيلي احتلال ما كان يُعرف قديماً بمحور "كفار داروم"؛ لفصل المنطقة الوسطى (النصيرات ودير البلح والمغازي والزوايدة والبريج والمغراقة والزهراء)، عن خانيونس، بموازاة فصل مدينة غزة عن الشمال، ما يعني بالمحصلة تقسيم القطاع إلى 5 مناطق معزولة، وهو ما يحاكي خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون المعروفة باسم "الأصابع الخمس".
وبغض النظر عن رغبة إسرائيل بالسيطرة الدائمة على غزة من عدمها، إلا أنها تحرص من خطتها أن تقطع أوصال القطاع وتحولها إلى "غيتوهات" للسيطرة على السكان.
لماذا خانيونس؟
والملاحظ أن الاحتلال يركز على خانيونس، بوصفها مختلفة عن باقي المحافظات، من حيث مساحتها وباعتبارها "مركّبة"، وتُعد بلداتها الشرقية "حدودية"، عدا أن المحتجز الإسرائيلي- الأميركي عيدان ألكسندر خرج من خانيونس. ويعتقد الاحتلال أنه لم ينجز مهامه في هذه المحافظة الجنوبية التي ما زالت تحتفظ "حماس" فيها بقدرات عسكرية، وفق مزاعم تل أبيب.
ويريد الاحتلال أن يدفع بنحو 300 ألف من سكان خانيونس الشرقية باتجاه الغرب، كي يضغط السكان أكثر، عبر حشر أعداد ضخمة في المواصي.
والملاحظ أن أوامر الإخلاء التي يُصدرها الاحتلال أخيراً مختلفة عن السابق، حيث كانت تعتمد على المربعات العسكرية، لكنه يتحدث اليوم عن خانيونس كـ"منطقة عمليات"، ما يثير علامات استفهام بشأن احتمالات وصول العملية البرية إلى حدود المواصي.

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها