newsأسرار المدن

"حماس": نتنياهو مصر على تدمير فرص الاتفاق وإطلاق الأسرى

المدن - عرب وعالمالخميس 2025/05/22
اعتقال جنود إسرائيليين (Getty).jpg
الاحتلال يعتقل جنوداً إسرائيليين بشبهة تهريب المساعدات إلى غزة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
قالت حركة حماس، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يدفع المنطقة نحو الهاوية، بإصراره على استمرار الحرب على غزة، ويصر على تدمير فرص الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.  فيما صعّد جيش الاحتلال من هجماته في إطار عمليته "عربات جدعون"، وأعلن من جانب آخر، عن اعتقال جنود بشبهة تهريب المساعدات إلى قطاع غزة مقابل آلاف الشياكل.

"حماس": نتنياهو مهووس بالقتل
وأكدت الحركة في بيان، صدر في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، أن "نتنياهو مهووس بالقتل والإبادة، ويدفع المنطقة برّمتها نحو الهاوية، وما جاء في تصريحاته، يؤكّد من جديد للعالم أجمع، أننا أمام مجرم مهووس بالقتل والإبادة".
وجاء البيان، رداً على تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التي قال فيها: "أنا أوافق على وقف الحرب فقط مقابل إعادة جميع الأسرى، وإجلاء حماس من غزة، ونزع سلاح القطاع بالكامل، وتنفيذ خطة (الرئيس الأميركي، دونالد) ترامب"، في إشارة إلى مقترح تهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة. 
وقالت "حماس" إن نتنياهو "يدفع المنطقة برّمتها، باتجاه الهاوية، خدمة لمصالحه السياسية". وأضافت أن "تأكيد نتنياهو أن أي اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار، سيتبعه استئناف للحرب، وصولاً إلى تنفيذ ما سماه خطة ترامب للتهجير، هو إصرار على إحباط المسار التفاوضي، وتدمير فُرَص الإفراج عن الأسرى".
ولفتت الحركة إلى أن "حديث الإرهابي نتنياهو عن خطة ترامب للتهجير باعتبارها إحدى أهداف حربه الوحشية؛ يضع واشنطن أمام مسؤولية توضيح موقفها من جريمة التهجير القسري، تحت وطأة الإبادة، في وقت تلعب دور الوساطة لإنهاء الحرب".
وأفاد البيان بأنه يتوجب "على المجتمع الدولي، التحرك لفرض إجراءات تضمن وقف المجازر الوحشية بحق الأبرياء في قطاع غزة، ومحاسبة مجرم الحرب نتنياهو، الذي يؤكد نية الاستمرار في جريمة إبادة وحشية وتجويع وتهجير قسري، متحدّيا كافة القوانين والمواثيق الدولية".

توغلات عسكرية وقصف عنيف
ميدانياً، نفذت قوات الاحتلال توغلات عسكرية متزامنة مع قصف جوي ومدفعي عنيف ومكقف في مختلف مناطق القطاع، بما في ذلك الملاجئ والمراكز الطبية والمنازل السكنية.
ووفقاً لمصادر محلية، دفع الاحتلال بألوية عسكرية إضافية إلى عمق غزة، في محاولة لترسيخ سيطرته على المزيد من المناطق وتنفيذ خطة تهدف إلى إعادة احتلال تدريجي للقطاع، عبر فرض وقائع ديموغرافية جديدة بالقوة، وسط مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية.
وافادت مصادر طبية بسقوط 30 شهيداً منذ مساء أمس الأربعاء، جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
ففي مدينة غزة، أسفرت الغارات عن استشهاد 15 نازحاً، فيما سقط 10 شهداء نتيجة قصف استهدف "بركساً" يأوي نازحين في دير البلح وسط القطاع. كما استشهد فلسطينيان في مخيم الصداقة بدير البلح، وآخر في النصيرات، بالإضافة إلى شهيدين في خانيونس جنوب القطاع.
وواصل الاحتلال استهداف المستشفيات، وفي السياق، أعلن مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة عن اندلاع حريق كبير في مستودع الأدوية التابع له، وذلك عقب استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال.
وأسفر القصف عن أضرار جسيمة في المخزون الطبي الحيوي، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار المتواصل والقصف المتكرر على المراكز الصحية.

300 حالة وفاة بسبب الجوع
وفي موازاة التصعيد العسكري، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كارثي. إذ أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن تسجيل أكثر من 300 حالة وفاة ناتجة عن الجوع ونقص العلاج منذ بدء الحصار الكامل، منها 58 وفاة بسبب سوء التغذية و242 نتيجة انعدام الرعاية الصحية، إلى جانب 300 حالة إجهاض خلال 80 يوما فقط.
وتظهر الإحصائيات أن من بين الضحايا أطفال ومرضى كلى تُركوا يواجهون الموت مع توقف المولدات الطبية بسبب نفاد الوقود.
من جهته، قال متحدث باسم منظمة "أطباء بلا حدود" في تصريح للقناة الرابعة البريطانية، إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة يُعد شكلاً من أشكال التطهير العرقي، في ظل ما يشهده القطاع من تدمير واسع وممنهج للبنية التحتية، وحرمان السكان من الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

اعتقال جنود بشبهة تهريب المساعدات
في غضون ذلك، اعتقلت السلطات الإسرائيلية عدداً من الجنود في جيش الاحتلال إلى جانب مدنيين، للاشتباه بتورطهم في تهريب بضائع وسلع إلى قطاع غزة، عبر شاحنات المساعدات الإنسانية، مقابل مئات آلاف الشواكل.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان 11"، مساء الأربعاء، إن المشتبه بهم جنود ومدنيون من البدو في النقب، خطّطوا لتهريب مئات علب السجائر وكميات كبيرة من المواد المخدرة، من خلال شاحنات المساعدات التي تدخل غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وقال التقرير إن الاعتقالات جرت يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن دخلت الشاحنات المحمّلة بالبضائع المهربة إلى معبر كرم أبو سالم، حيث ضُبطت البضائع داخل بعضها، كما ضُبط بحوزة أحد الجنود الذين تم اعتقالهم مئات آلاف الشواكل نقداً.
واعتبرت مصادر في أجهزة إنفاذ القانون الإسرائيلية أن "محاولة التهريب أُحبطت في وقت حرج"، وقالت إن العملية جاءت في توقيت "بالغ الحساسية" بالنسبة للجيش الإسرائيلي الذي شرع منذ أيام بعملية برية واسعة النطاق على القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الشرطة بالتعاون مع الشرطة العسكرية، فتحت تحقيقاً في شبهات تتعلق بتهريب بضائع إلى غزة مقابل مئات آلاف الشواكل، وأنه تم توقيف عدد من الجنود والمدنيين، وجرى تمديد اعتقالهم لاستكمال التحقيق.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها