newsأسرار المدن

القنيطرة تعود للحياة: أمل برغم التحديات

سد المنطرة (المدن).jpg
الحياة تعود إلى القنيطرة بشكل تدريجي (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
في أقصى الجنوب السوري، وبين آثار الدمار الذي خلفته سنوات الحرب، تشهد محافظة القنيطرة عودة تدريجية للحياة في العديد من قراها وبلداتها، وعلى رأسها مسحرة، أم باطنة، ممتنة، والعجرف. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، يعمل السكان بجهودهم الذاتية على إعادة بناء حياتهم، وسط رغبة جماعية في الاستقرار والمضي قدماً.

العودة
شهدت القنيطرة خلال السنوات الماضية موجات نزوح كبيرة، لكن مع استقرار الأوضاع الأمنية، بدأ كثير من الأهالي بالعودة إلى قراهم.
يقول أبو خليل، أحد العائدين إلى بلدة مسحرة: "البيت متضرر جزئياً، لكننا فضلنا الرجوع والبدء من جديد. الأولاد عادوا للمدرسة، ونحن نحاول ترميم ما يمكن بإمكاناتنا البسيطة".
العودة لم تكن سهلة، فالدمار طال الكثير من البنى التحتية والمنازل، لكن الروح الجماعية التي يتمتع بها الأهالي ساعدت في إعادة نبض الحياة إلى الشوارع والأراضي الزراعية.
في ظل محدودية الموارد، اعتمد الأهالي على حلول بديلة ومبادرات محلية لتأمين احتياجاتهم.
بعض القرى لا تزال تفتقر إلى مياه الشبكة والكهرباء المستقرة، ويتم الاعتماد على الآبار والمولدات. ومع ذلك، تعمل الجهات المعنية على تحسين هذه الخدمات تدريجيًا.

فتح مدارس
أُعيد افتتاح عدد من المدارس، بينما يستكمل الأطفال تعليمهم بدعم من المعلمين المتطوعين أو الكوادر المحلية، ما يعكس إصرار المجتمع على بناء جيل جديد رغم التحديات.
بدأت بعض العائلات بزراعة أراضيها من جديد. يقول أبو زهير من بلدة ممتنة:
"رجعت على أرضي، زرعنا القمح والشعير. الأرض فيها بركة، وهي اللي عم تساعدنا نعيش".
ومن بين أبرز التحديات التي تواجه القرى العائدة في القنيطرة، يبرز حجم الدمار الذي لحق بالمنازل، حيث تحتاج العديد منها إلى ترميم أو إعادة بناء بالكامل، وسط إمكانات مادية محدودة لدى السكان. كما أن بعض المرافق الحيوية لا تزال خارجة عن الخدمة وتحتاج إلى صيانة ودعم، خصوصاً في ما يتعلق بشبكات المياه والكهرباء والمراكز الصحية. إلى جانب ذلك، يعاني الأهالي من قلة فرص العمل، مما يدفع كثيراً من العائلات للاعتماد على الزراعة البسيطة أو مساعدات الأقارب.
ولا تزال آثار الحرب ماثلة في بعض المناطق، مع وجود مخلفات قد تشكّل خطراً على سلامة السكان، وهو ما يتطلب جهوداً مستمرة من الجهات المعنية لتأمين هذه المناطق بشكل كامل.
تقول أم يزن، أم لخمسة أطفال من أم باطنة: "رجعنا من سنتين، البيت تهدم جزئياً. عايشين بغرفة وسقف زينكو، بس المهم نحنا على أرضنا وبين أهلنا".
بدوره، يقول رامي (17 عاماً)، من العجرف:"أحب المدرسة، بدّي أكمّل تعليمي واصير مهندس. المدرسة رجعت تفتح، والمعلمين عم يساعدونا كثير".

أمل برغم التحديات
رغم كل التحديات، يشعر الكثير من الأهالي في القنيطرة بالأمل في تحسّن الأوضاع تدريجياً. وتبذل الجهات المحلية جهوداً لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات. كما تنتظر القرى دعماً أكبر من الجمعيات والجهات المختصة لدفع عجلة التعافي.
ويقول الشيخ حسين، وجه اجتماعي في مسحرة: "شعبنا صبور ومحب للحياة. نحتاج فقط إلى فرصة ودعم بسيط لنُعيد بناء قُرانا بكرامة".
القنيطرة، التي كانت يوماً إحدى جبهات المواجهة، تتحول اليوم إلى مساحة أمل وصمود. وبين بقايا الجدران المهدمة، يزرع الأهالي بذور الحياة من جديد، مؤمنين بأن العودة والاستقرار هما بداية مرحلة جديدة تستحق أن تُروى.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث