وأعلن نتنياهو، في مؤتمر صحافي، بدء "المرحلة التالية" من الحرب ضمن عملية "عربات جدعون"، متوعداً بأن تكون "كافة أراضي قطاع غزة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية" في نهاية الهجوم. وأكد أن قواته "ضربت العدو في الجنوب" على الرغم من ما وصفه بـ"ضغوط لا تُصدّق" لوقف الحرب. وأشار إلى أن إسرائيل "ربما" قتلت محمد السنوار، شقيق زعيم حماس الراحل يحيى السنوار، خلال غارة جوية على غزة الأسبوع الماضي.
وأعلن نتنياهو عن خطة ثلاثية بالتعاون مع الولايات المتحدة لتوزيع مساعدات غذائية في غزة، وتتضمن إنشاء منطقة جنوبية "معقمة" لتأمين المدنيين، وتوزيع الإمدادات عبر نقاط تشرف عليها شركات أميركية وتحرسها القوات الإسرائيلية. كما أكد استمرار التنسيق مع واشنطن بشأن إيران، قائلاً إن بلاده تحتفظ بحقها في "الدفاع عن نفسها ضد نظام يسعى لتدميرها".
مساعدات محاصرة وتصاعد القصف
وعلى الرغم إعلان إسرائيل إدخال 100 شاحنة مساعدات إلى غزة، أكدت الأمم المتحدة أن أياً من الشحنات لم تُوزع بسبب انعدام الأمن داخل القطاع. ووصفت منظمة "أطباء بلا حدود" هذه الإمدادات بأنها "غير كافية بشكل مثير للسخرية"، متهمة إسرائيل باستخدامها كـ"ستار دخاني" للإيحاء برفع الحصار.
وفيما استمرت الغارات الإسرائيلية على مختلف مناطق القطاع، أفادت مصادر طبية بمقتل 38 فلسطينياً على الأقل منذ صباح اليوم، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في الجنوب. في موازاة ذلك، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل شخص، وسط تصاعد ميداني على الجبهة الشمالية.
ألكسندر يروي أَسرَه بغزة
وفي سياق موازٍ، كشف الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في أول شهادة علنية له منذ الإفراج عنه، بعد أن أطلقت حركة "حماس" سراحه مؤخراً، عن تفاصيل ظروف احتجازه في قطاع غزة، مؤكداً أنه قضى فترات طويلة داخل الأنفاق برفقة قادة بارزين في الحركة، أبرزهم يحيى السنوار، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على رفح.
وروى ألكسندر في تصريحات للقناة (12) الإسرائيلية، أن الحرارة في الأنفاق كانت خانقة لدرجة انفجار المعلبات، وأنه كان يُجبر أحياناً على شرب مياه البحر بسبب شح المياه النظيفة، وأضاف "كنا نأكل خبزاً متسخاً، لم يكن هناك شيء يمكن وصفه بالحياة"، وأشار إلى أنه نجا من قصف جوي طال أحد الأنفاق قبل أسبوعين من الإفراج عنه.
وقال ألكسندر إن حياته في الأسر كانت عبارة عن تنقلات مستمرة بين شقق، مساجد، ومواقع عشوائية، بما فيها الشوارع. وأضاف: "في إحدى المرات، لم نكن نملك الوقت للانتقال إلى مكان آمن، فنمنا في زقاق دون أن يلاحظ أحد وجودنا".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها