وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، شدد غولان على أن إسرائيل تسير نحو "النبذ الدولي والانهيار الداخلي"، مضيفاً أن "ما يجري في غزة تجاوز كل المعايير الأخلاقية، وتحول إلى أداة للبقاء السياسي".
وأضاف غولان أن "إسرائيل في الطريق لتصبح دولة منبوذة بين الشعوب، مثلما كانت مرة جنوب أفريقيا (إبان نظام الفصل العنصري) إذا لم تعد لتعمل كدولة عاقلة. ودولة عاقلة لا تخوض قتالا ضد مدنيين، ولا تقتل أطفالا كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافا لطرد السكان".
وتابع أن "هذه أمور صادمة بكل بساطة، ولا يعقل أننا، أبناء الشعب اليهودي، الذين كنا نتعرض للملاحقات والهجمات والإبادة طوال تاريخنا كله، وكنا طوال التاريخ رمزاً للأخلاق البشرية واليهودية، ونحن أولئك الذين ننفذ خطوات لا يقبلها العقل".
وقال عن الحكومة الإسرائيلية إنها "مليئة بأشكال لا توجد بينها وبين اليهودية أي شيء. أشكال كهانية (نسبة للحاخام الفاشي مئير كهانا)، بلا عقل، بلا أخلاق وبلا قدرة على إدارة دولة في فترة طوارئ. وهذا أمر خطير على مجرد وجودنا. ولذلك حان الوقت لتغيير هذه الحكومة بأسرع ما يمكن كي تنتهي هذه الحرب أيضاً".
واعتبر غولان، وهو جنرال متقاعد وتولى منصب نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أنه "أنهينا العملية العسكرية من أجل القضاء على قوة حماس العسكرية في أيار/مايو – حزيران/يونيو من العام الماضي، ومنذئذ دخلت الحرب إلى مرحلة مع أهداف إستراتيجية أقل ومع أهداف سياسية أكثر من أجل بقاء هذه الحكومة"، وتابع: "قلت منذ بداية الحرب إن أهدافها متناقضة، فلا يمكن إعادة المخطوفين وفي الوقت نفسه القضاء على حماس".
حملة حكومية مضادة
قوبلت تصريحات غولان بإدانات واسعة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء، إذ وصفه نتنياهو بأنه "محرض ضد الجيش"، وهاجمه قائلاً: "غولان شبّه إسرائيل بالنازية، والآن يدعي أنها تقتل الأطفال كهواية لقد بلغ انحداراً جديداً". أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فاتهمه بتبني خطاب حركة "حماس"، بينما وصفه وزير الاتصالات شلومو كرحي بـ"الإرهابي" الذي يقوّض أهداف الحرب.
وفي مواقف مشابهة، هاجم وزراء الدفاع والتعليم والخارجية، غولان، مؤكدين أن تصريحاته "تحريض خطير وتشويه لصورة الجيش والدولة"، في وقت دعا فيه زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، غولان إلى الاعتذار، واعتبر تصريحاته "متطرفة وغير مسؤولة".
غولان يرد ويتمسك بموقفه
رغم هذا الهجوم، تمسك غولان بمواقفه، واتهم الحكومة بأنها "أداة فاشلة وفاقدة للأخلاق"، وقال إن "إنقاذ إسرائيل من هذه الحكومة بات ضرورة وطنية". وأشار إلى أن استمرار الحرب لا يخدم الأمن، بل يسعى فقط إلى إنقاذ نتنياهو سياسياً.

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها