حجم الخط
مشاركة عبر
تشهد محافظة القنيطرة أزمة مياه غير مسبوقة هذا العام، نتيجة التراجع الحاد في معدلات الأمطار والثلوج على جبل الشيخ، مما انعكس بشكل مباشر على مصادر المياه السطحية والينابيع التي تغذي القرى والبلدات الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح.
وتفاقمت الأزمة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، إذ أقدم الاحتلال على تخريب خطوط المياه في بلدتي الحميدية ورسم الرواضي، في الوقت الذي تسببت فيه أعمال الحفر الإسرائيلية القريبة من السياج الحدودي بخندق بعمق ثلاثة أمتار وعرض أربعة أمتار، في قطع عروق المياه المغذية للآبار والينابيع، ما أدى إلى تراجع منسوب المياه بشكل ملحوظ.
جفاف الينابيع
وقال نصري، وهو مهندس الزراعي، لـ"المدن"، إن "الأمطار هذا العام كانت شحيحة، وجفاف الينابيع ينذر بموسم قاسٍ". وأضاف "نخشى أن لا تصمد الآبار الجوفية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه". وأكد أن الأمل الوحيد المتبقي هو أن تكفي الموارد المتوفرة حاجة الناس خلال الشهرين المقبلين، رغم أن المؤشرات الحالية غير مبشرة.
وفي حديث خاص لـ"المدن"، عبّر محمود درويش، أحد المزارعين في المنطقة، عن حزنه قائلاً: "أملك مزرعة زيتون، ومعظم الأشجار في طريقها للذبول بسبب قلة الأمطار. لم أتمكن من حراثة الأرض بعد أن تحولت إلى كتلة صلبة، كنت أترقب نزول مطرة أخيرة في نهاية الموسم، لكنها لم تأتِ، والآن بات الموسم الزراعي مهدداً بالكامل".
قلق يعم المحافظة
ويعيش أهالي محافظة القنيطرة حالة من القلق المتزايد في ظل الحديث المستمر عن تراجع موارد المياه. ويعتمد سكان المحافظة بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي، مما يجعل هذه الأزمة تهدد الأمن الغذائي وسبل العيش لآلاف الأسر.
وتطالب فعاليات محلية بضرورة تدخل الجهات المعنية لإيجاد حلول عاجلة، من خلال دعم حفر آبار جديدة أو توفير صهاريج مياه للأهالي والمزارعين في القرى الأشد تضرراً.
وفي ظل غياب الحلول الجذرية وتزايد المؤشرات على صيف قاسٍ، تترقب محافظة القنيطرة مستقبلاً غامضاً، يضع الإنسان والأرض والماء في معادلة صعبة لا تتحمل التأجيل.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها