رسالة بوتين وتطلعات روسيا
وأعرب بوتين في برقية تهنئة بمناسبة افتتاح القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، عن ثقته بأن القمة الروسية-العربية ستسهم في تعزيز التعاون المتعدد الأوجه بين روسيا والدول العربية، فضلاً عن إيجاد سبل لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ونقلت وكالة "إنترفاكس"، عن بوتين قوله: "أنا واثق من أن هذا الاجتماع سيسهم في تعزيز التعاون متعدد المجالات بين بلداننا، وسيساعد في إيجاد حلول تضمن السلام والاستقرار في المنطقة". كما أشار بوتين إلى أن تصاعد النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي أدى إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، ما يضع مسؤولية إضافية على جامعة الدول العربية بوصفها منصة للحوار والتنسيق بين الدول الأعضاء، موضحاً أن توقيت القمة يأتي في ظل تصاعد النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، ما يزيد من أهمية دور جامعة الدول العربية كآلية فعالة للحوار والتعاون الإقليمي.
وأوضح بوتين أن موسكو تدعم الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها الدول العربية لتسوية النزاعات الإقليمية، سواء ضمن إطار الجامعة العربية أو في صيغ أخرى. وأكد على ضرورة حل جميع القضايا الخلافية وفقاً للقانون الدولي، مع الاحترام الكامل لسيادة الدول وسلامتها الإقليمية.
محاور رئيسية وتحديات استراتيجية
وتتمحور أجندة القمة الروسية-العربية حول قضايا التعاون الاقتصادي وتعزيز الاستثمار المشترك، مع التركيز على مجالات الطاقة والنفط والغاز والبنية التحتية. كما تسعى القمة إلى مناقشة الأزمات الإقليمية المستمرة في سوريا وليبيا واليمن، ودور روسيا في دعم الاستقرار الإقليمي وتنسيق الجهود الأمنية.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يُتوقع أن تتناول القمة سبل دعم الحقوق الفلسطينية وتوحيد المواقف العربية في مواجهة التطورات الدولية والإقليمية. كما ستستعرض القمة فرص التعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة والطاقة النظيفة، بما يشمل استثمارات محتملة في المشاريع المستدامة والتقنيات المتقدمة.
تنافس دولي على النفوذ
ويُنظر إلى القمة الروسية-العربية كخطوة من موسكو لتعزيز حضورها السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، وتقديم نفسها كشريك استراتيجي موثوق للدول العربية، في ظل التنافس المتزايد مع الولايات المتحدة على النفوذ الإقليمي، خصوصاً أنها تأتي بعد جولة قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منطقة الخليج أخيراً، حيث أعلنت واشنطن عن إبرام عدة صفقات استراتيجية، من بينها التزام سعودي باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، ومبيعات أسلحة بقيمة 142 مليار دولار للمملكة، فضلاً عن شراكة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الإمارات.
يُشار إلى أن العلاقات الروسية العربية شهدت في السنوات الأخيرة، تطوراً ملحوظاً حيث سعت موسكو إلى تعزيز شراكاتها على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وبرزت روسيا كفاعل رئيسي في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، مستفيدة من تراجع النفوذ الأميركي وتزايد الاستقطاب الإقليمي، فعززت علاقاتها مع السعودية والإمارات عبر صفقات أسلحة واستثمارات في مجالات الطاقة والبنية التحتية، إضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الدفاع والتكنولوجيا. كما سعت موسكو إلى تعزيز علاقتها مع مصر، من خلال صفقات أسلحة ومشاريع اقتصادية كبرى، منها محطة الضبعة النووية. فيما وسّعت نفوذها في ليبيا، ووقعت اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع الجزائر، وعززت تعاونها مع المغرب في مجالات الطاقة والزراعة.
بوتين يعلن عن أول قمة روسية-عربية: "السلام" وتعزيز العلاقات
المدن - عرب وعالمالسبت 2025/05/17

بوتين يدعو لقمة روسية عربية في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن استضافة روسيا لأول قمة روسية-عربية في 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، داعياً جميع قادة الدول الأعضاء في الجامعة العربية، بالإضافة إلى أمينها العام، للمشاركة في هذه القمة التاريخية، من أجل تعزيز التعاون والبحث في إيجاد سبل لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها