newsأسرار المدن

الشيباني: تشكيلات انفصالية تحاول جر سوريا لحرب أهلية

المدن - عرب وعالمالسبت 2025/05/17
الشيباني القمة العربية.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
حذّر وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، من تشكيلات ومشاريع انفصالية مدعومة خارجياً لجر البلاد لحرب أهلية، مؤكداً أن سوريا لا تقبل الوصاية ولن تكون في محور ضد آخر أو ساحة صراع للآخرين.
جاء ذلك في كلمة للشيباني في القمة العربية المقامة حالياً في العاصمة العراقية بغداد، بدلاً من الرئيس السوري أحمد الشرع الذي غاب عن القمة.

رفع العقوبات
وقال الشيباني إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برفع العقوبات عن سوريا، "هو قرار نراه خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني وإعادة الإعمار، ويعكس جهداً دبلوماسياً عربياً صادقاً أثمر عن نتائجَ ملموسة"، مؤكداً أن الرئيس الشرع متمسك بعروبته.
وإذ خص بالشكر السعودية وتركيا على وساطاتهما لرفع العقوبات، أعرب عن بالغ امتنان بلاده لدول قطر والأردن والإمارات ومجلس التعاون الخليجي لوقوفهم إلى جانب سوريا في هذه "المرحلة الدقيقة".
وأكد أن رفع العقوبات هو بداية الطريق للتعاون والتكامل مع الدولة العربية، مشدداً على أن الوحدة العربية "هي ضرورة إستراتيجية، وركيزة أساسية في بناء مستقبل آمن ومستقر ومزدهر لشعوبنا جميعاً".
كما أكد أن سوريا عادت اليوم إلى حضنها العربي، بعد أن "دفعت ثمناً باهظاً نتيجة سياسات نظام الأسد البائد، وفي مقاومة مشاريع التفتيت"، وأن دمشق تضع نصب أعينها مستقبل جديد، لا مكان فيه لإقصاء او عداء أحد، مشدداً على أن سوريا لجميع السوريين.

البرلمان السوري
وتحدث الشيباني خلال كلمته عمّا أنجزته الإدارة السورية الجديدة، مؤكداً أنها بدأت خطوات جادة نحو التعافي الوطني، عبر تشكيل حكومة شاملة، إلى جانب العمل الجاد لكشف مصير المفقودين، وتحقيق العدالة الانتقالية، ووضع اللمسات الأخيرة لانطلاق العمل لأجل برلمان وطني يمثل كل الطيف السوري، ودستور دائم يكرس الحقوق، ويصون السيادة، ويؤسس لدولة القانون، لا لدولة الفوضى.
وشدد الشيباني على التمسك "بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، والرفض القاطع لأي تدخل خارجي" في شؤونها الداخلية، "أياً كان شكله أو مبرره، لهو حق أصيل، ومبدأ راسخ لا يقبل المناورة أو المفاوضة".
وأكد أن "أي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية، أو تقسيمها تحت أي ذريعة كانت، مشروع مدان ومرفوض رفضاً قاطعاً من الدولة والشعب السوري بكل مكوناته".

لا نقبل الوصاية 
وأكد الشيباني أن سوريا الجديدة "لا تقبل وصاية، ولا ترضى بأن تكون ساحة لصراعات الآخرين"، مشدداً على أن دمشق تريد "علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل". وقال: "نحمل المحبة لكل دولة عربية، ونثمن كل خطوة عربية ساهمت في كسر العزلة ورفع العقوبات، سوريا القوية والمستقرة ركيزة الأمن العربي".
وكشف خلال كلمته عن اثمان باهظة تدفعها سوريا نتيجة تدخلات خارجية وصراعات داخلية تغذيها أطراف "لا يعنيها أمن السوريين ولا مستقبلهم، بل تعمل على توظيف المأساة السورية لخدمة مشاريعها الخاصة".
ولفت إلى وجود تحديات تواجه الدولة السورية تتثمل ببقايا تنظيم "داعش"، "والتي تحاول قوى خارجية استخدامها كأداة للابتزاز السياسي والضغط الأمني"، لافتاً لوجود محاولات "تُحاك في الخفاء لتفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة، عبر دعم تشكيلات انفصالية، لجر البلاد إلى صراع أهلي طويل الأمد".

التهديدات الإسرائيلية 
وفيما يتعلق بالتهديدات والانتهاكات الإسرائيلية لسوريا، قال الشيباني إنها "خرق صارخ للقانون الدولي ولأبسط مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي"، مؤكداً التزام سوريا باتفاقية فصل القوات لعام 1974.
وأكد الوزير الشيباني أن أمن جنوب سوريا، "جزء لا يتجزأ من أمن سوريا ووحدة أراضيها"، وأن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية "يهدد مساعي التهدئة، ويفتح الباب لمزيد من الفوضى في المنطقة"، معرباً عن تطلع دمشق، إلى موقف عربي موحد ودور فعال لدعم حق سوريا في استعادة سيادتها الكاملة على كل أراضيها.
وعن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال الشيباني: "نداء غزة الجريحة المحاصرة المنكوبة نسمعه بين ضلوعنا ونراه في عيون أطفالنا، آن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام وأن تحيا شعوبنا بالكرامة، وأن تعود البوصلة باتجاهها الصحيح".
وفي ختام كلمته، أكد الشيباني أن "سوريا كانت وستبقى جزءاً من قلب الأمة" العربية، ويدها اليوم ممدودة للعرب "من منطلق الشراكة والمسؤولية لبناء مستقبل يليق بتاريخنا ويحقق طموحات شعوبنا". وأضاف "نحن لا نملك ترف الانتظار والانشغال بالخلافات على حساب حاضر شعوبنا ومستقبل أجيالنا.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث