الاحتلال يطلق "عربات جدعون".. وجولة مفاوضات جديدة بالدوحة

المدن - عرب وعالمالسبت 2025/05/17
أطفال غزة جوع (Getty(.jpg
"أونروا": العدد الأكبر من أطفال غزة يعاني من حرمان غذائي شديد (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
أطلق جيش الاحتلال عملية "عربات جدعون"، بعد أن مهد لها بغارات جوية عنيفة وقصف مدفعي استمر لساعات، فيما أعلن مصدر في "حماس" انطلاق أولى جلسات المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في الدوحة، في خطوة ادعى وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنها جاءت بفعل إطلاق عملية "عربات جدعون" وتوسيع الحرب على قطاع غزة.

"عربات جدعون"
وأعلن الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة- السبت، بدء عملية "عربات جدعون" وتوسيع الحرب المدمرة على القطاع. وقال في بيان، إنه "خلال اليوم الأخير بدأ بشن ضربات واسعة والدفع بقوات للاستيلاء على مناطق في قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية عملية (عربات جدعون) وتوسيع المعركة في القطاع بهدف تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها الإفراج عن المختطفين وهزيمة حماس".

مفاوضات الدوحة
واليوم، أعلن مصدر في "حماس" لـ"العربي الجديد"، انطلاق أولى جلسات المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، وهي قائمة على مقترح تقدم به المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع إجراء تعديلات أساسية عليه. وأوضح أن العرض المطروح يتضمن صفقة جزئية تمتد لأكثر من شهرين تتخللها مفاوضات حول إنهاء شامل للحرب، لافتاً إلى أن الضمانات هذه المرة أكثر جدية وتشمل التزامات أميركية واضحة لضمان تنفيذ الاتفاق.
وأشار المصدر إلى لقاء عاجل بين وفد الحركة والوسيط القطري لبحث التطورات.
من جهته، قال القيادي في "حماس" محمود مرداوي لـ"التلفزيون العربي"، إن جولة التفاوض  تجري بدون شروط مسبقة، ولم تستند إلى مقترحات إسرائيلية سابقة، مضيفاً أن "المفاوضات مستمرة ومفتوحة على جميع القضايا، لكن الاحتلال متمسك بمقترح كنا رفضناه سابقاً".
في المقابل، ادعى وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان، أن "حماس عادت إلى المفاوضات مع إعلاننا انطلاق عملية مركبات جدعون، وغيّرت موقفها الذي أبدته حتى لحظة بدئنا عملية مركبات جدعون".

وقال كاتس: "نعود للمفاوضات بدون وقف لإطلاق النار وبدون مساعدات إنسانية".

70 شهيداً.. وعملية للمقاومة
ميدانياً، صعد جيش الاحتلال هجماته اليوم، وسمع دوي انفجارات عنيفة شمال القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال جدّدت قصفها المدفعي شرق حي التفاح بمدينة غزة، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والطيران الحربي.
وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال تستهدف بشكل ممنهج مباني سكنية مأهولة في شمال القطاع، فيما طال القصف مناطق في خان يونس، جباليا ودير البلح خلال ساعات الليل.
وأدت الاعتداءات إلى استشهاد 70 فلسطينياً منذ  فجر اليوم، وفقاً لمصادر طبية اشارت إلى أن 26 من الشهداء سقطوا في مدينة غزة وشمالي القطاع.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن حصيلة الضحايا على القطاع بلغت 53 ألفاً و272 شهيداً و120 ألفاً و673 مصاباً، منذ  السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
في غضون ذلك، لا تزال المقاومة تواجه العدوان في غزة، وفي السياق، أعلنت "كتائب القسام" عن عملية في الشجاعية، وقالت في بيان: "بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدونا الاشتباك المباشر بالأسلحة الرشاشة مع قوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل في شارع النزاز شرق حي الشجاعية في مدينة غزة. ورصد مجاهدونا إصابة ومقتل جنديين من أفراد القوة المستهدفة بتاريخ 12-05-2025".

حرمان غذائي شديد
وفيما يواصل الاحتلال سياسة الحصار وتجويع الغزيين، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال أقدم على قصف مستودع لتوزيع المساعدات الغذائية في منطقة دير البلح (وسط قطاع غزة)، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين ووقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المدنيين الأبرياء الذين تجمعوا لتلقي ما يسد رمقهم من مساعدات إنسانية في ظل المجاعة التي تضرب محافظات قطاع غزة، مشيراً إلى ارتفاع عدد مراكز توزيع الغذاء والمساعدات الإنسانية التي استهدفها الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بداية حرب الإبادة الجماعية إلى 68 مركزاً وتكية.
وأكد المكتب أن "هذا السلوك الإجرامي الذي يتعمد استهداف منشآت الإغاثة والتكافل الاجتماعي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال يستخدم الغذاء كسلاح حرب، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المرافق الإنسانية والمدنيين تحت أي ظرف".
وطالب المكتب، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكافة الهيئات الإنسانية والحقوقية، "بضرورة التحرك العاجل والفوري والفاعل لوقف هذه المجازر الوحشية، وتوفير الحماية لمراكز توزيع الغذاء، وفتح المعابر وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون استهداف أو عرقلة".
بدورها أكدت "أونروا" أن المساعدات لم تدخل غزة منذ أكثر من 10 أسابيع بسبب المنع الإسرائيلي، مشيرة إلى أن مخزون الطحين والطرود الغذائية التابعة لها قد نفد. 
وأشارت الوكالة إلى أن العدد الأكبر من الأطفال يعاني من حرمان غذائي شديد، فيما يعاني واحد من كل خمسة أشخاص من الجوع الحاد، موضحة أن  أكثر من ثلث الأدوية الأساسية غير متوفرة حالياً.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية جيك وود، لـ "شبكة CNN"، إن إسرائيل وافقت على السماح بدخول بعض المواد الغذائية إلى غزة قبل تفعيل آلية جديدة لتوصيل المساعدات في وقت لاحق من هذا الشهر. وأضاف أنه لا يعرف حتى الآن متى أو كم عدد شاحنات المساعدات التي ستسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة، لكنه وصف الظروف هناك بأنها "عاجلة بشكل واضح"، متوقعاً "تحديثات إيجابية في شأن ذلك في الأيام المقبلة".


دعوات أوروبية لوقف الحرب
ورداً على التصعيد الإسرائيلي، دعت دول أوروبية للضغط على إسرائيل لوقف حربها ضد قطاع غزة. وفي السياق، شدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم، على ضرورة "مضاعفة الضغط" على إسرائيل "لوقف المجزرة في غزة".
كما صعّدت الحكومة الإيطالية اليوم، دعواتها لإسرائيل لوقف الضربات العسكرية الدامية على غزة، على لسان وزير الخارجية أنطونيو تاياني الذي قال: "كفى هجمات" على القطاع المحاصر والمدمر.
وحذرت وزارة الخارجية الالمانية في بيان، من أن "الهجوم العسكري الواسع النطاق يمهد لخطر تدهور الوضع الإنساني الكارثي لسكان غزة والرهائن المتبقين، واستبعاد احتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وعاجل".
بدوره، أعرب رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا اليوم، عن "صدمة" جراء الوضع في قطاع غزة، مع إعلان إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية، داعياً لوقف العنف.
وكتب كوستا عبر منصة "إكس" أن "الوضع في غزة يسبب لي صدمة: مدنيون يتضورون جوعا، مستشفيات تتعرض للقصف مجددا بغارات. يجب وقف العنف!".
وكانت مجموعة من سبع دول أوروبية دعت وقت متأخر من يوم أمس الجمعة، إلى إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي وحصار غزة.
وقال زعماء أيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا وإسبانيا والنرويج في بيان مشترك، إنهم "لن يصمتوا أمام الكارثة الإنسانية التي من صنع الإنسان والتي تحدث أمام أعيننا في غزة" حيث منع الحصار الإسرائيلي تسليم المساعدات الإنسانية لمدة شهرين ونصف.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث