حجم الخط
مشاركة عبر
على الرغم من غيابها في المنتدى الاستثماري السعودي-الأميركي الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شكّلت إيران محوراً رئيسياً في خطاب ترامب الذي اعتبر أن إيران مصدراً رئيسياً للارهاب في الشرق الأوسط، متهماً طهران بدعم النظام السوري ونشر الفوضى في المنطقة عبر جماعات مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.
كما ألقى باللوم على إيران في الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الإيراني، لكنه في الوقت نفسه قدم لها "غصن الزيتون"، داعياً إياها لطي صفحة الماضي.
وقام مسؤولون ايرانيون بالرد على ترامب بدءاً من وزير الخارجية عباس عراقجي الذي قال أن ترامب "يحاول تصوير إيران كمصدر لعدم الاستقرار، بينما يجب أن يُسأل: من قتل 60 ألفاً في غزة؟ هل نحن مصدر عدم الاستقرار؟" وفيما يتعلق بتخلف إيران في المجال الاقتصادي أكد عراقجي على أن أميركا هي التي أوقفت تقدم إيران عبر العقوبات والتهديدات العسكرية.
على الرغم من ذلك، تطرق عراقجي إلى المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن قائلاً: "ننتظر الإعلان عن توقيت الجولة التالية من المفاوضات من قِبل المسؤولين العُمانيين؛ نهجنا هو متابعة التفاوض". وعبر هذا الرد حاول عراقجي إبراز البعد التفاوضي مع الولايات المتحدة بغية تطبيع العلاقات بينهما وتهميش القضايا الأخرى.
التزام حقيقي
سبقت زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، مشاركة وفد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى بمنتدى الجزيرة الذي انعقد خلال الفترة من 10 إلى 12 أيار/مايو، بتنظيم مشترك بين مركز الجزيرة للدراسات والمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران. وشهد المؤتمر حضور وزير الخارجية الايراني، والدكتور كمال خرازي، رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية ووزير الخارجية الإيراني الأسبق، الذي ختم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة شدد فيها على أهمية إرساء آلية مؤسسية تضمن استمرارية الحوار وتعزيز قنوات التواصل بين النخب الفكرية في المنطقة معتبراً أن المرحلة الراهنة تتطلب التزاماً حقيقياً من دول المنطقة بمبادئ الاحترام المتبادل، وتكافؤ السيادة، والشعور بالمسؤولية الجماعية لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد خرازي أن إيران تسعى لتفعيل دبلوماسية نشطة تركز على تسوية الخلافات بطرق سلمية وتعزيز بيئة إقليمية تنموية وآمنة.
مشاركة كمال خرازي، وهو مقرب جداً من المرشد علي خامنئي، في منتدى الجزيرة تمثل إشارة مهمة للغاية إلى أن إيران تحرص على المضي في المصالحة مع الولايات المتحدة، وأن إيران تعتبر دولة قطر مدخلاً رئيسياً في التوصل إلى تلك المصالحة، بالرغم من أن المحادثات الإيرانية- الأميركية تجري في سلطنة عمان أو بالتنسيق معها، إلا أن الوساطة في التفاوض تختلف عن الوساطة في تفاصيل الإتفاق وعقد الصفقة، وربما يكمن في ذلك سر ما أكد عليه الرئيس الأميركي من دور أمير قطر في التصالح بين إيران وأميركا قائلاً: "إيران محظوظة جداً لوجود الأمير (الشيخ تميم بن حمد) لأنه في الحقيقة يقاتل من أجلهم، لا يريدنا أن نقوم بضربة وحشية ضد إيران، ويقول إنه يمكن التوصل لعقد صفقة، حقيقة هو يقاتل وأعني ذلك حقاً.."
إيران تستقبل غصن الزيتون
وأبدى ترامب رغبته في طي صفحة الماضي مع إيران قائلاً: "كما أوضحتُ مراراً وتكراراً، أنا مستعد لإنهاء صراعات الماضي وإقامة شراكات جديدة من أجل عالم أفضل وأكثر استقراراً، حتى لو كانت خلافاتنا عميقة وإذا رفضت القيادة الايرانية غصن الزيتون هذا... فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة أقصى ضغط هائل، وخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".
وأضاف "على إيران أن تختار الآن لأن العرض المقدم لن يستمر إلى الأبد".
هذه الرسالة تم الرد الايراني عليها على لسان الأدميرال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الايراني، الذي أعلن في حوار مع قناة "إن بي سي" عن استعداد إيران للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في حال رفع جميع العقوبات.
وقال شمخاني حرفياً: "يتحدث ترامب عن غصن زيتون، لكن ما تراه إيران هو فقط سلك شائك". وأكد شمخاني أنه "إذا ألغت واشنطن العقوبات فوراً، فإن التوصل إلى اتفاق مع إيران سيكون ممكناً تماماً. وفي حال رفعت الولايات المتحدة جميع العقوبات فوراً، فإن طهران مستعدة لوقف التخصيب بنسبة تركيز عالية وتسليم مخزونها من اليورانيوم. إنه ممكن. إذا تصرفت الولايات المتحدة بما يتوافق مع ما تقوله، فبالتأكيد يمكننا إقامة علاقات أفضل. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحسن الوضع في المستقبل القريب".
تصريحات شمخاني تختلف تماماً عن الرد الغاضب للرئيس بزشكيان الذي اعتبر أن خطاب ترامب لا يستحق الإصغاء من غير أن يدرك الرسالة الرئيسية في خطاب ترامب.
ويبدو أن الدبلوماسية الإيرانية تجري في مسار لا يتم فيه الاكتراث كثيراً لمواقف الرئيس بزشكيان الارتجالية، وفي ظل ابتعاده عن الاجواء الدبلوماسية ودقائقها يتم الحوار الايراني الأميركي عن بعد بين البيت الأبيض ومستشاري المرشد الايراني، ولذلك رأينا أن الرئيس ترامب لم يرد على نظيره الايراني بل قام بإعادة نشر تصريحات الأدميرال شمخاني على منصته "تروث سوشال" قبل وصوله الى دبي قادماً من الدوحة وهو يرى أن التوصل الى اتفاق مع إيران ممكن وقريب.
كما ألقى باللوم على إيران في الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الإيراني، لكنه في الوقت نفسه قدم لها "غصن الزيتون"، داعياً إياها لطي صفحة الماضي.
وقام مسؤولون ايرانيون بالرد على ترامب بدءاً من وزير الخارجية عباس عراقجي الذي قال أن ترامب "يحاول تصوير إيران كمصدر لعدم الاستقرار، بينما يجب أن يُسأل: من قتل 60 ألفاً في غزة؟ هل نحن مصدر عدم الاستقرار؟" وفيما يتعلق بتخلف إيران في المجال الاقتصادي أكد عراقجي على أن أميركا هي التي أوقفت تقدم إيران عبر العقوبات والتهديدات العسكرية.
على الرغم من ذلك، تطرق عراقجي إلى المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن قائلاً: "ننتظر الإعلان عن توقيت الجولة التالية من المفاوضات من قِبل المسؤولين العُمانيين؛ نهجنا هو متابعة التفاوض". وعبر هذا الرد حاول عراقجي إبراز البعد التفاوضي مع الولايات المتحدة بغية تطبيع العلاقات بينهما وتهميش القضايا الأخرى.
التزام حقيقي
سبقت زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، مشاركة وفد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى بمنتدى الجزيرة الذي انعقد خلال الفترة من 10 إلى 12 أيار/مايو، بتنظيم مشترك بين مركز الجزيرة للدراسات والمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران. وشهد المؤتمر حضور وزير الخارجية الايراني، والدكتور كمال خرازي، رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية ووزير الخارجية الإيراني الأسبق، الذي ختم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة شدد فيها على أهمية إرساء آلية مؤسسية تضمن استمرارية الحوار وتعزيز قنوات التواصل بين النخب الفكرية في المنطقة معتبراً أن المرحلة الراهنة تتطلب التزاماً حقيقياً من دول المنطقة بمبادئ الاحترام المتبادل، وتكافؤ السيادة، والشعور بالمسؤولية الجماعية لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد خرازي أن إيران تسعى لتفعيل دبلوماسية نشطة تركز على تسوية الخلافات بطرق سلمية وتعزيز بيئة إقليمية تنموية وآمنة.
مشاركة كمال خرازي، وهو مقرب جداً من المرشد علي خامنئي، في منتدى الجزيرة تمثل إشارة مهمة للغاية إلى أن إيران تحرص على المضي في المصالحة مع الولايات المتحدة، وأن إيران تعتبر دولة قطر مدخلاً رئيسياً في التوصل إلى تلك المصالحة، بالرغم من أن المحادثات الإيرانية- الأميركية تجري في سلطنة عمان أو بالتنسيق معها، إلا أن الوساطة في التفاوض تختلف عن الوساطة في تفاصيل الإتفاق وعقد الصفقة، وربما يكمن في ذلك سر ما أكد عليه الرئيس الأميركي من دور أمير قطر في التصالح بين إيران وأميركا قائلاً: "إيران محظوظة جداً لوجود الأمير (الشيخ تميم بن حمد) لأنه في الحقيقة يقاتل من أجلهم، لا يريدنا أن نقوم بضربة وحشية ضد إيران، ويقول إنه يمكن التوصل لعقد صفقة، حقيقة هو يقاتل وأعني ذلك حقاً.."
إيران تستقبل غصن الزيتون
وأبدى ترامب رغبته في طي صفحة الماضي مع إيران قائلاً: "كما أوضحتُ مراراً وتكراراً، أنا مستعد لإنهاء صراعات الماضي وإقامة شراكات جديدة من أجل عالم أفضل وأكثر استقراراً، حتى لو كانت خلافاتنا عميقة وإذا رفضت القيادة الايرانية غصن الزيتون هذا... فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة أقصى ضغط هائل، وخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".
وأضاف "على إيران أن تختار الآن لأن العرض المقدم لن يستمر إلى الأبد".
هذه الرسالة تم الرد الايراني عليها على لسان الأدميرال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الايراني، الذي أعلن في حوار مع قناة "إن بي سي" عن استعداد إيران للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في حال رفع جميع العقوبات.
وقال شمخاني حرفياً: "يتحدث ترامب عن غصن زيتون، لكن ما تراه إيران هو فقط سلك شائك". وأكد شمخاني أنه "إذا ألغت واشنطن العقوبات فوراً، فإن التوصل إلى اتفاق مع إيران سيكون ممكناً تماماً. وفي حال رفعت الولايات المتحدة جميع العقوبات فوراً، فإن طهران مستعدة لوقف التخصيب بنسبة تركيز عالية وتسليم مخزونها من اليورانيوم. إنه ممكن. إذا تصرفت الولايات المتحدة بما يتوافق مع ما تقوله، فبالتأكيد يمكننا إقامة علاقات أفضل. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحسن الوضع في المستقبل القريب".
تصريحات شمخاني تختلف تماماً عن الرد الغاضب للرئيس بزشكيان الذي اعتبر أن خطاب ترامب لا يستحق الإصغاء من غير أن يدرك الرسالة الرئيسية في خطاب ترامب.
ويبدو أن الدبلوماسية الإيرانية تجري في مسار لا يتم فيه الاكتراث كثيراً لمواقف الرئيس بزشكيان الارتجالية، وفي ظل ابتعاده عن الاجواء الدبلوماسية ودقائقها يتم الحوار الايراني الأميركي عن بعد بين البيت الأبيض ومستشاري المرشد الايراني، ولذلك رأينا أن الرئيس ترامب لم يرد على نظيره الايراني بل قام بإعادة نشر تصريحات الأدميرال شمخاني على منصته "تروث سوشال" قبل وصوله الى دبي قادماً من الدوحة وهو يرى أن التوصل الى اتفاق مع إيران ممكن وقريب.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها