القنيطرة: قوات إسرائيلية تتوغل مرتين بقرية صيدا الحانوت

شهدت محافظة القنيطرة، وتحديدًا في قطاعها الجنوبي، تصعيداً ميدانياً خطيراً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، تمثل في عمليات توغل، واعتداءات على الممتلكات، واستهداف مباشر للبنية التحتية الحيوية للسكان المحليين.

ففي سابقة خطيرة، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مرتين خلال يوم واحد داخل قرية صيدا الحانوت، مستخدمة سيارات عسكرية محملة بالعناصر، حيث قامت بتفتيش عدد من منازل المدنيين، ما أثار حالة من الخوف والقلق في صفوف الأهالي.

وفي حادثة منفصلة، وأثناء قيام القوات الإسرائيلية بإنشاء ساتر ترابي في مدينة القنيطرة القديمة (المهدّمة)، انفجر لغم أرضي بإحدى آلياتها، ما أدى إلى انفجار عنيف وأسفر عن إعطاب الآلية، دون أن يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول وقوع إصابات في صفوف جنوده. 

يُشار إلى أن قوات الاحتلال تسيطر على مدينة القنيطرة المهدمة منذ سقوط النظام السوري فيها، حيث أنشأت قاعدة عسكرية تعتبر من أبرز نقاط تمركزها في المنطقة.

كما استهدفت قوات الاحتلال المتمركزة في التل الأحمر، جنوب القنيطرة، بئر المياه الرئيسي المغذي لبلدات كودنة، الأصبح، العشة وسبع قرى مجاورة، مستخدمة رشاشات ثقيلة لتدمير ألواح الطاقة التي تُشغّل البئر. ويُعتبر هذا الاعتداء استمراراً لسياسة ممنهجة، إذ سبق أن قامت القوات ذاتها بتدمير بئر المياه في بلدة كودنة، ما أدى إلى أزمة معيشية خانقة لدى سكان الريف الجنوبي للمحافظة.

ولم تقتصر الانتهاكات على ذلك، بل عمدت قوات الاحتلال مؤخراً إلى إحراق مساحات واسعة من الأراضي المحيطة بالتل الأحمر، بهدف منع رعاة الأغنام من الاقتراب. وتثير هذه الحرائق مخاوف كبيرة بين الأهالي، خصوصاً مع اقتراب ألسنة اللهب من مئات أشجار الزيتون التي تحيط بالمنطقة، ما ينذر بكارثة بيئية وزراعية في حال امتداد النيران.

هذه الممارسات التصعيدية تأتي في وقت يعيش فيه أهالي القنيطرة أوضاعاً معيشية صعبة، وسط غياب لأي موقف دولي أو أممي يُدين هذه الانتهاكات المتكررة التي تطال المدنيين ومقومات حياتهم اليومية.