حجم الخط
مشاركة عبر
نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مسؤولين رفيعين، قولهم إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قدم خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مقترحاً جديداً قد يعطي أفقاً لوقف الحرب في غزة. لكن في المقابل، أعلن نتنياهو أن إسرائيل لن توقف الحرب، وأن حكومته تعمل على تأمين "مغادرة" سكان قطاع غزة، وإيجاد دول قد تكون مستعدة لاستقبالهم.
وأفادت "معاريف" نقلاً عن المسؤوليين، أن "الاميركيين لا يعتبرون مقترح ويتكوف الأصلي مفتاحاً لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "تل أبيب تصر على إطلاق نصف الأسرى، وليس على دفعات، وإطلاق النصف الآخر عند التوصل إلى اتفاق".
وينصّ مقترح ويتكوف بالأساس على إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين أحياءً وأمواتاً، وإنهاء الحرب، لكن المسؤولين قالوا لـ"معاريف"، إنه خلال لقاء ويتكوف ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، طرح الأول مقترحاً جديداً، حيث يدور الحديث عن محاولة لدفع مسار يعطي أفقاً لوقف الحرب. وذلك انطلاقاً من أن صفقة شاملة بعيدة المدى قد تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم، من شأنها أن تدفع "حماس" إلى إبداء مرونة والموافقة عليها.
تل أبيب تريد نصف الأسرى
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "نأمل أن ندخل في مفاوضات فعّالة تهدف إلى إطلاق سراح المحتجزين. نُصرّ على إطلاق سراح نصفهم، وليس على دفعات، وإطلاق سراح النصف الآخر عند التوصل إلى اتفاق".
وتأتي هذه التطورات في وقت تُعقد في الدوحة هذا الأسبوع مفاوضات بشأن غزة، من المتوقع أن يشارك فيها ويتكوف والمبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر.
واليوم قال بولر في حديث مع الصحافيين في تل أبيب، إن هناك فرصة أفضل الآن لإطلاق سراح الأسرى المتبقين في غزة وعددهم 58، بعد أن أطلقت "حماس" سراح ألكسندر أمس.
نتنياهو: نبحث عن دول تستقبل الفلسطينيين
في المقابل، قال نتنياهو لمجموعة من الجنود المصابين في المعارك خلال اجتماع عقد أمس الاثنين، في مكتبه "لقد أنشأنا إدارة تسمح لهم (سكان غزة) بالمغادرة، لكننا بحاجة إلى دول مستعدة لاستقبالهم. هذا ما نعمل عليه حالياً"، مضيفاً أنه يقدر أن "أكثر من 50% منهم سيغادرون" إذا ما أُتيحت لهم الفرصة.
ووفقاً لبيان صدر عن مكتبه، قال نتنياهو إن الجيش سيدخل قطاع غزة "بكل قوته" في الأيام المقبلة، وأضاف: "سندخل غزة بكل قوتنا خلال الأيام المقبلة لإكمال العملية. إكمال العملية يعني هزيمة حماس، ويعني تدمير حماس". وتابع: "لا يوجد وضع سنقوم فيه بوقف الحرب. قد تكون هناك هدنة مؤقتة".
كواليس إطلاق عيدان ألكسندر
في غضون ذلك، كشف موقع "إكسيوس" الأميركي اليوم، عن تفاصيل تتعلق بإطلاق سراح ألكسندر، لافتاً إلى أن "القناة الخلفية" للمحادثات التي أفضت إلى إطلاق سراحه بدأت برسالة وجهها قيادي في "حماس" إلى بشارة بحبح المستشار الفلسطيني الأميركي للرئيس دونالد ترامب ومدير حملة "العرب من أجل ترامب"، خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأضاف الموقع، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين ومسؤول فلسطيني وآخر أميركي، أن بحبح تحول إلى "وسيط غير محتمل" بعدما تواصل معه قيادي من "حماس" يقيم خارج قطاع غزة أواخر نيسان/أبريل الماضي، أملاً منه في التمكن من التحدث مع ويتكوف. وأوضح الموقع، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن تفعيل "قناة الاتصال الخلفية" تطلّب بعض الوقت، لكن الجهود اكتسبت زخماً كبيراً الأسبوع الماضي.
وأشار تقرير "أكسيوس" إلى تبادل نحو 20 رسالة (اتصالات هاتفية ورسائل نصية) مع بحبح خلال الأسبوعين الماضيين. وأضاف أن بحبح تحدث كذلك إلى رئيس الوفد المفاوض لـ"حماس" خليل الحية، لكن بحبح رفض التعليق على ذلك. وذكر أن ويتكوف، بمساعدة من المسؤولين القطريين وبحبح، تمكن في نهاية المطاف من إقناع "حماس" بأن إطلاق عيدان ألكسندر "من دون أي مقابل" سيكون له وقع كبير لدى الرئيس الأميركي.
دور قطري
وكشف تقرير "أكسيوس" أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، طرح في 22 نيسان/أبريل خلال زيارته البيت ولقائه مع ترامب وويتكوف مقترحاً تدعمه "حماس" ويشمل صفقة شاملة وإطلاق جميع المحتجزين وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. لكن الرد الأميركي على المقترح كان أن ما تملكه الإدارة صفقة جزئية محدودة في الزمن.
وأضاف "أكسيوس"، نقلاً عن مسؤولين، أنه بعد عودة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الدوحة، نقل الرد الأميركي إلى "حماس" وشجعهم على القيام ببادرة حسن نية قد تدفع ترامب إلى تغيير موقفه. وبعد أيام على ذلك، تواصل القيادي في "حماس" مع بحبح. في المقابل، أكد مسؤول فلسطيني لـ"أكسيوس" أن إدارة ترامب أخبرت حماس أنه في حال الإفراج عن ألكسندر، فإن الولايات المتحدة ستضغط من أجل إقرار وقف إطلاق نار يدوم بين 70 و90 يوماً في قطاع غزة، مقابل الإفراج عن 10 محتجزين.
ووفقاً للمسؤول نفسه، فإن المحادثات بشأن اتفاق نهائي ستبدأ خلال فترة وقف إطلاق النار الجزئي، في حين ستتولى الولايات المتحدة الأميركية وقطر ومصر تقديم ضمانات بعدم استئناف إسرائيل عدوانها ما دامت المحادثات جارية. لكن "أكسيوس" ذكر أن الجانب الأميركي لم يؤكد هذه التفاصيل.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها