يأتي هذا التطور في وقت، أعلنت السلطات الألمانية استئناف استقبال الإفادات الشخصية لطالبي اللجوء السوريين، اعتباراً من مطلع أيار/مايو الجاري، وذلك بعد تعليق مؤقت بدأ في كانون الأول/ديسمبر 2024، عقب سقوط نظام بشار الأسد.
ويأتي ذلك في إطار مراجعة شاملة لإجراءات اللجوء، دون إصدار قرارات نهائية بالقبول أو الرفض حتى إشعار آخر، بانتظار إعادة تقييم الوضع الأمني والسياسي في سوريا خلال الأسابيع المقبلة.
انخفاض الطلبات السورية
وبحسب تقرير المفوضية الأوروبية الصادر اليوم الاثنين، انخفض عدد طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الاتحاد الأوروبي، من نحو 16 ألفاً في تشرين الأول/أكتوبر 2024، إلى 5 آلاف فقط في شباط/فبراير 2025، أي بتراجع يقارب 70% خلال أربعة أشهر فقط.
واعتبر بورنر أن هذا الانخفاض مرتبط بشكل مباشر بالتغيرات الجيوسياسية الأخيرة، قائلاً: "يُظهر هذا التطور كيف يمكن للأحداث في مناطق أخرى من العالم أن تؤثر مباشرة على نظام اللجوء لدينا". وأضاف "لهذا السبب نعمل على تعزيز التعاون مع الدول الشريكة للحد من تدفقات الهجرة قبل وصولها إلى حدودنا".
ألمانيا والنمسا تتصدران التراجع
ووفقاً للتقرير الأوروبي، تراجعت طلبات اللجوء المقدمة من السوريين في ألمانيا بنسبة 29%، ومن الأفغان بنسبة 32%، في حين انخفضت طلبات الأتراك بنسبة 60%. وقد أدى هذا الانخفاض إلى تراجع ألمانيا من كونها الوجهة الرئيسية لطالبي اللجوء في أوروبا.
وفي النمسا، أفادت وزارة الداخلية بأن طلبات اللجوء انخفضت بنسبة 35%، وبرز ذلك بوضوح في تراجع عدد الطلبات السورية من ألف و200 في خريف 2024، إلى نحو 400 فقط في آذار/مارس 2025.
بداية عودة اللاجئين
وتتزامن هذه التطورات مع ما وصفه التقرير الأوروبي بـ"الهدوء الحذر" في سوريا، بعد تشكيل حكومة جديدة عملت على إنشاء ما أُطلق عليه "مناطق آمنة"، وهو ما ساهم في تقليص الطلبات وساعد في بدء عودة آلاف السوريين إلى بلادهم.
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فقد عاد نحو 437 ألف و 226 سورياً من الدول المجاورة إلى سوريا خلال الفترة من 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، حتى 17 نيسان/أبريل الماضي. كما عاد نحو مليون نازح داخلي إلى مناطقهم الأصلية، بينهم أكثر من 188 ألفاً من مخيمات النزوح.
وفي تركيا وحدها، أعلن وزير الداخلية أن 175 ألف و 512 سورياً، أي ما يعادل نحو 33 ألف عائلة، عادوا إلى سوريا طواعية حتى 13 نيسان/أبريل.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها