وبحسب ثمانية مصادر مطلعة، فإن الإطار التفاوضي الجاري بحثه حالياً، يشمل تمديد مدة الاتفاق إلى 25 عاماً بدلاً من الفترات الأقصر في الاتفاق السابق، وتقييد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وتقليص العدد المسموح باستخدامه إلى نحو 5 ألاف جهاز فقط، بالإضافة إلى خفض نسبة التخصيب إلى 3.67% كما كان في الاتفاق السابق، والتزام إيران بتخفيف أو تصدير مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى الخارج، إما إلى روسيا أو حتى إلى الولايات المتحدة، وفرض رقابة غير مسبوقة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، بما في ذلك إمكانية إغلاق أو ختم بعض المنشآت، وإضافة بنود موسعة تؤخر تطوير البرنامج لكنها لا تلغيه نهائياً، والامتناع عن بناء صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، كـ"بادرة حسن نية".
وتسعى طهران بالمقابل إلى الحصول على رفع شامل للعقوبات، إضافة إلى ضمانات قانونية صارمة تحول دون انسحاب أي إدارة أميركية مستقبلية من الاتفاق، كما حدث في عهد ترامب عام 2018.
صدمة في إسرائيل
وجاء انطلاق هذه المحادثات بشكل مفاجئ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصل إلى واشنطن الشهر الماضي بهدف حشد دعم لعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وبحسب مصادر "رويترز"، فقد علم نتنياهو بانطلاق المحادثات قبل 24 ساعة فقط من ظهوره في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما شكل "صدمة سياسية" له، خاصة مع إدراكه بأن المطالب الإسرائيلية – وأبرزها "صفر تخصيب" وتفكيك البنية النووية الإيرانية بالكامل – لن تُعتمد كأساس للمفاوضات.
وتعتبر إسرائيل أن أي اتفاق لا يؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي بالكامل أو وقفه تماماً لا يضمن أمنها، وتُبقي على خيار التحرك العسكري المفتوح.
هجوم أميركي متصاعد
في خضم هذه التطورات، شنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هجوماًَ لاذعاً على طهران، وقال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن إيران "يجب أن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، وتوقف تصنيع الصواريخ بعيدة المدى، وتكف عن دعم الحوثيين في اليمن"، مشيراً إلى أن واشنطن تطالب بالسماح لمفتشين أميركيين بالوصول إلى كافة المنشآت، بما فيها المواقع العسكرية.
وأكد روبيو أن استمرار إيران بالتخصيب "حتى عند مستوى 3.67%" يسمح لها فنياً بالوصول إلى نسبة 90% المطلوبة لصنع سلاح نووي خلال أسابيع، داعياً إلى فرض قيود دائمة على كل قدرات التخصيب.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها