newsأسرار المدن

عودة عمليات "القسام" في غزة.. استعادة زمام المبادرة

أدهم مناصرةالاثنين 2025/04/28
كتائب القسام (Getty).jpg
استئناف عمليات "القسام" في غزة يتعلق بأكثر من عامل وظرف (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
جاءت عودة عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة، خلال الأسبوع الأخير، وتصاعد وتيرة بلاغاتها العسكرية عن قتل وجرح جنود إسرائيليين، جراء استهدافهم قنصاً وتفجيراً في مناطق التوغل المحدودة، لتثير تساؤلات بشأن دلالتها الميدانية والتفاوضية.

تصاعد "الاحتكاك"
وقال مراسلون عسكريون إسرائيليون في إفادت تلفزيونية عبرية، إن مقتل 4 جنود وجرح آخرين في الأسبوع الأخير، بينهم مقتل جنديين قبل يومين في الشجاعية شرقي مدينة غزة، يدل على تصاعد الاحتكاك بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية.
ووفق الاستنتاجات العسكرية الإسرائيلية، فإن حدة الاحتكاك الميداني مع أفراد القسام قد ارتفعت، بالرغم من أنه في بداية عملية التوغل بعد استئناف الحرب قبل 42 يوماً، تجنبت "القسام" الاحتكاك، خصوصاً في رفح، وهو ما دفع قيادة جيش الاحتلال إلى التقدير بأن عدداً كبيراً من أفراد المقاومة اتجهت نحو منطقة المواصي، لمحاولة الحفاظ على عناصرها وقدراتها لمراحل القتال المقبلة.
وبتقريب المجهر من "عملية الشجاعية"، فإن مقتل الجنديين الإسرائيليين جاء إثر اشتباكات استمرت ساعتين تخللها إطلاق "القسام" قذائف "آر بي جي" وتفجير عبوات ناسفة، في حين تقدّر الدوائر العسكرية الإسرائيلية أن الاشتباكات ستتواصل وتشتد في الفترة المقبلة، على ضوء نية الجيش توسيع الحرب وتوغله البري في شمال القطاع وجنوبه.

لوجستي-عملياتي
وقال مصدر من حركة "حماس"، لـ"المدن"، إن استئناف عمليات "القسام" في غزة يتعلق بأكثر من عامل وظرف، أهمها الأمر العملياتي-اللوجستي، حيث أن طول مدة بقاء وتموضع القوات الإسرائيلية في منطقة معينة، يحولها إلى هدف أسهل لعمليات المقاومة؛ لأن الأخيرة تكون قد درست وهيأت كافة السيناريوهات الهجومية بناء على "ثبات القوات المتوغلة وسكونها في مكان محدد".
كما يرتبط بالأمر اللوجتسي، استيعاب "القسام" الضربات الإسرائيلية الشديدة واستعادتها زمام المبادرة بالهجوم، إلى جانب إنشائها بدائل لمواقع القيادة والسيطرة وتوجيه العمليات، بعد استهداف قوات الاحتلال عدد منها فور استئناف الحرب، لمحاولة شل قدرة "حماس" على المناورة والهجوم على القوات المتوغلة.

تحدي المسافة.. والاحتكاك
وأما العامل الثاني، فهو تمكّن "القسام" من التغلب نسبياً على التحدي المتمثل بوجود القوات الإسرائيلية المتوغلة على مسافة بعيدة نوعاً ما، على نحو كان يصعب الاحتكاك المباشر معها، وذلك بإيجاد طرق لتنفيذ عمليات مُركّبة بالأيام الأخيرة في أكثر من منطقة لتوغل الاحتلال.
مع العلم، أن قوات الاحتلال تتوغل بشكل ثابت تقريباً منذ عدة أسابيع في 6 مناطق، وهي: منطقة رفح كاملة، شرق خانيونس بشكل محدود للغاية، محور نتساريم جزئياً (وهو محور خامل وقد هيأه الاحتلال لوجستياً لتأمين قواته عبر إقامة منطقة عازلة لمسافة 5 كيلومتر جنوباً ومثلها شمالاً)، ويُضاف إلى ذلك التوغل في شرق مدينة غزة (التفاح والشجاعية وهما الأكثر سخونة)، وفي محوري بيت حانون وبيت لاهيا.
في حين، يرتبط العامل الرابع بقاعدة اشتباك عممتها قيادة "القسام" على مقاتليها خلال الحرب، وتقضي بضرورة مراعاة أي عملية لأمرين رئيسيين، أولهما، أن يحدد أفرادها توقيت ومكان الهجوم عند تأكدهم تماماً أنه سيؤدي إلى قتل جنود، وثانياً، المحافظة على المقاتلين وترشيد استهلاك السلاح لمواصلة الاستنزاف لفترة طويلة. وتنص هذه القاعدة أيضاً على أن أي نفق يكتشفه الاحتلال، "لا بد من المسارعة إلى استغلاله لتنفيذ هجوم منه قبل تدمير وتفجيره من الجيش الإسرائيلي".

العمليات.. كجزء من التفاوض؟!
وبشأن العامل الخامس لعودة عمليات "القسام"، لم تنفِ مصادر "المدن" من "حماس"، بأن الأمر جزء من التفاوض أيضاً، فهي ترى أن صورة عمليات المقاومة سواء بالقنص أو التفجير أو إطلاق القذائف تجاه القوات المتوغلة، ونتيجتها بقتل جنود إسرائييليين، تبعث برسالة مفادها أن "ثمن نزع سلاح المقاومة أكبر بكثير من وقف الحرب"، عدا أنها وسيلة للضغط الميداني لتخفيض سقف شروط إسرائيل التي تضعها على الطاولة، وأيضاً للجم توسع الحرب والاجتياح البري للقطاع، عبر تحذير تل أبيب من أن قدرة "حماس" العسكرية على استنزاف إسرائيل ما زالت قائمة، وأنها مستعدة لسيناريو تصعيد الحرب.
والواقع أن كلا الطرفين (إسرائيل وحماس) يحاولان استثمار مجريات الميدان لتقويض بعضهما بالمفاوضات، فيما قال المراسل العسكري لراديو "مكان" العبري صباح اليوم الاثنين، إن التقديرات المتاحة تشير إلى اقتراب الجيش من توسيع عملياته "بشكل ما"، وسط ترجيحات عبرية بانهيار المفاوضات نتيجة استمرار الفجوات الكبيرة بين "حماس" وإسرائيل.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث