حجم الخط
مشاركة عبر
تُعد محافظة القنيطرة واحدةً من أجمل المحافظات السورية بطبيعتها الخلابة، وغناها بالموارد المائية والسدود وكثافة الأشجار، ما يضفي على هوائها نقاءً قلّ نظيره.
وعلى الرغم من هذا الجمال، فقد كانت القنيطرة ولسنوات طويلة، تحت قيود أمنية مشددة فرضها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث مُنع أبناء المحافظات الأخرى من زيارتها إلا عبر الحصول على تصريح أمني خاص من شعبة المخابرات العسكرية، مع إقامة حواجز ثابتة على مداخلها الرئيسية.


كانت القنيطرة تُفتح أمام جميع السوريين ليومٍ واحد فقط في العام، هو السابع عشر من نيسان/أبريل، بمناسبة عيد الجلاء، حيث سُمح آنذاك بالزيارات الجماعية بضوابط صارمة.
سمير أبو زياد، أحد سكان محافظة درعا، يروي لـ"المدن"، معاناته مع هذه الإجراءات قبل سقوط النظام، قائلاً: "حاولت كثيراً استخراج تصريح أمني من فرع سعسع 220، التابع للأمن العسكري، لتنظيم رحلة عائلية إلى القنيطرة. فوجئت بفتح تحقيق كامل معي، عن أهداف الرحلة والمناطق التي أنوي زيارتها. وبعد جولات من الاستجواب، حصلت أخيراً على تصريح الدخول".


اليوم، وبعد سقوط نظام الأسد، فتحت محافظة القنيطرة أبوابها مجدداً أمام جميع السوريين دون الحاجة إلى تصاريح أو موافقات أمنية. وأصبحت في أشهر الربيع مقصداً رئيسياً للراغبين بالاستمتاع بجمال الطبيعة، ومياها العذبة، وأشجارها الباسقة.
سكان القنيطرة، الذين عانوا طويلاً من العزلة، يوجهون دعوتهم إلى السوريين كافة لزيارتهم، والتعرف على منطقتهم عن قرب، في فرصة جديدة لتعزيز التواصل بين أبناء الوطن، والاستمتاع بسحر الطبيعة الذي طالما حُرموا من اكتشافه بحرية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها