قال شخص على صلة بالحرس الثوري الإيراني، تحدث لصحيفة " نيويورك تايمز" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن المادة الكيميائية التي انفجرت بميناء الشهيد رجائي في بندر عباس هي بيركلورات الصوديوم، وهي عنصر أساسي في تصنيع الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ الباليستية.
وأكدت مصادر استخباراتية غربية، نقلت عنها شبكة "سي إن إن" ومجلة "نيوزويك"، أن شحنتين من هذه المادة وصلت إلى إيران مؤخراً عبر سفينتين من الصين، إحداهما تدعى "جيران"، التي رست قبالة ميناء بندر عباس في آذار/مارس الماضي محملة بألف طن من بيركلورات الصوديوم.
حصيلة الضحايا والخسائر
وبحسب التحديثات الرسمية حتى صباح الأحد، ارتفع عدد الضحايا إلى 28 قتيلاً وأكثر من 1100 مصاب، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة الإيرانية ووكالة "إرنا" الرسمية. كما أُعلن عن حالة الطوارئ الصحية في محافظة هرمزكان، وجرى تعليق الدراسة والدوام الحكومي في بندر عباس بسبب التلوث الكيميائي.
وذكرت القنصلية الصينية أن ثلاثة من رعاياها أُصيبوا بجروح طفيفة جراء الانفجار، وتم نقلهم للعلاج دون تسجيل إصابات خطيرة.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية أن 80 في المئة من الحرائق تمت السيطرة عليها، مع استمرار الجهود لإخماد ما تبقى من النيران التي اشتعلت في المستودعات الكيميائية قرب الميناء الاستراتيجي المطل على مضيق هرمز.
نفي إيراني رسمي
بالمقابل، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية، عبر المتحدث رضا طلائي نيك للتلفزيون الرسمي، "عدم وجود أي شحنات مستوردة أو مصدّرة للوقود العسكري أو للاستخدام العسكري في المنطقة التي شهدت الحادث".
وأشار إلى أن المواد المخزنة كانت للاستخدام التجاري المدني فقط، مؤكداً أن التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الانفجار بالكامل.
شهادات وتحقيقات ميدانية
وقال المتحدث باسم إدارة الأزمات الإيرانية حسين ظفري إن السلطات سبق أن وجهت تحذيرات لإدارة ميناء الشهيد رجائي حول مخاطر التخزين العشوائي للمواد الخطرة. وأضاف أن الانفجار وقع داخل نطاق الميناء فقط، مشيراً إلى أن دوّي الانفجار سُمع لمسافة تصل إلى 50 كيلومتراً.
وكشفت مصادر بحرية أن السفينة "جيران"، الخاضعة للعقوبات الأميركية، كانت تنتظر تفريغ شحنتها منذ نهاية مارس بسبب عطلة عيد الفطر، مما أثار انتقادات لعدم اتخاذ تدابير السلامة اللازمة رغم حساسية المواد المنقولة.
أبعاد استراتيجية للكارثة
رغم النفي الإيراني الرسمي، أشارت معلومات استخباراتية، نقلتها "سي إن إن"، إلى أن الكميات التي وصلت من بيركلورات الصوديوم كانت تكفي لإنتاج وقود لتشغيل 260 صاروخاً متوسط المدى مثل "خيبر شكن" و"الحاج قاسم"، ما يزيد من المخاوف بشأن تصاعد قدرات إيران الصاروخية في ظل تدهور الوضع الإقليمي.
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر متخصصة للشبكة الأمريكية أن الصين تواصل تزويد إيران بمواد كيميائية حيوية رغم العقوبات، في وقت تتزايد فيه الشكوك الغربية حول تعميق التعاون العسكري بين بكين وطهران.
تعاطف دولي وإقليمي
وأعربت دول عدة عن تضامنها مع إيران عقب الانفجار، من بينها الكويت والبحرين وفنزويلا ونيكاراغوا. كما بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة تعزية إلى قائد الثورة الإسلامية والرئيس الإيراني، معرباً عن استعداد موسكو لتقديم المساعدة.
وفي الجانب الفلسطيني، أصدرت كل من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانات تعزية أكدت فيها وقوفها إلى جانب إيران في هذه المحنة.

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها