المحادثات الإيرانية-الأميركية "أكثر جدية": خلافات بالقضايا الرئيسية والتفاصيل

المدن - عرب وعالمالسبت 2025/04/26
عراقجي وويتكوف (Getty).jpg
تفاهمات أولية بين واشنطن وطهران واستمرار التفاوض بمسقط
حجم الخط
مشاركة عبر
اختتمت الولايات المتحدة وإيران، اليوم السبت، الجولة الثالثة من محادثاتهما غير المباشرة في العاصمة العُمانية مسقط، بوساطة سلطنة عمان، وسط أجواء وصفت بالجدية مع تبادل المواقف بشأن إنهاء العقوبات وبناء الثقة حول البرنامج النووي الإيراني.
وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن "الوفدين يعودان إلى عاصمتيهما للتشاور"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وشارك في المحادثات وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، فيما ترأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص للرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

خلافات
وأعلن عراقجي في ختام الجولة الثالثة، أنّ هناك "خلافات" لا تزال قائمة بين الجانبين الإيراني والأميركي. وقال للصحافيين: "هذه المرة أيضاً، كان اجتماعاً جيداً، وأستطيع القول إن عملية التفاوض تتقدم إلى الأمام". وأضاف "تمكنا من التوصل إلى تفاهم أفضل حول سلسلة من المبادئ والأهداف، وفي النهاية تم الاتفاق على استمرار المفاوضات والانتقال إلى المرحلة التالية".

وقال عراقجي إن "المفاوضات هذه المرة كانت أكثر جدية من ذي قبل". لكنه أوضح أن "هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل"، مضيفا أن "بعض خلافاتنا خطيرة جدًا، وبعضها أقل خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة".  وتابع: "حتى الاجتماع المقبل، من المقرر إجراء المزيد من الدراسات ... حول كيفية تقليص الخلافات".
وأكّد أنّ إيران تتفاوض "فقط" حول الملف النووي. وقال عراقجي: "أود أن اقول بصراحة إن موضوعنا هو الموضوع النووي فقط، ولن نتفاوض على أي مواضيع أخرى ولا نقبل أي مواضيع أخرى للتفاوض عليها".

ونوّه عراقجي إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تشارك في الجولة المقبلة لدعم المناقشات الفنية المتعلقة ببرنامج إيران النووي".


وساطة عمانية مستمرة

من جهته، قال وزير الخارجية العمانية بدر البوسعيدي، على منصة "إكس"، إن "المبادئ الأساسية، الأهداف والهواجس الفنية كلها طُرحت خلال الجولة الثالثة"، مشيراً إلى استمرار المحادثات الأسبوع المقبل، مع عقد لقاء رفيع المستوى في 3 أيار/مايو النقبل.
بدوره، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن المفاوضات "تُعقد في أجواء جدية" عبر وسيط عماني، مؤكداً أن الدفاع والبرنامج الصاروخي الإيراني لم يكونا موضع بحث في هذه الجولة.

ترامب: خياران مطروحان
وعبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، عن تفاؤله الحذر إزاء إحراز تقدم مع إيران. وقال: "الوضع مع إيران يسير بشكل جيد... أُفضّل التوصل لاتفاق بدلاً من بدائل أكثر خطورة"، ملوحاً مع ذلك بأن "كل الخيارات، بما في ذلك العسكرية، لا تزال مطروحة".
يأتي هذا وسط تأكيدات من واشنطن أن أي اتفاق يجب أن يشمل إنهاء إيران لتخصيب اليورانيوم، مع الاعتماد على استيراد الوقود النووي اللازم لمحطة بوشهر للطاقة الذرية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي كبير أن المحادثات النووية التي جرت اليوم، كانت إيجابية وبناءة، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مجدداً في أوروبا.
وأضاف المسؤول "هناك أمور كثيرة لا يزال يتعين القيام بها لكن تم إحراز المزيد من التقدم نحو التوصل لاتفاق".

خطوط حمراء إيرانية
في المقابل، شددت إيران عبر تصريحات مسؤوليها على أن وقف التخصيب أو التخلي عن مخزون اليورانيوم المخصب يعدّ من "الخطوط الحمراء" غير القابلة للتفاوض.

وكانت الجولة الثالثة من المفاوضات قد انطلقت ظهر اليوم في مسقط، بمشاركة وفد فني إيراني يرأسه مساعدا وزير الخارجية للشؤون السياسية والقانونية، إلى جانب خبراء اقتصاديين ونوويين مختصين.
وتأتي هذه المحادثات في ظل توترات متصاعدة بين البلدين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في عهد ترامب، ما دفع إيران إلى رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى تصنيع الأسلحة النووية.
رغم ذلك، تواصل طهران نفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية فقط، وفق ما تقضي به معاهدة حظر الانتشار النووي.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث