وسيتزامن اللقاء بين كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، مع انطلاق المشاورات الفنية، بقيادة رئيس تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية مايكل أنطون. ويضم الفريق الأميركي نحو 12 خبيراً من مختلف الوكالات الحكومية، لمناقشة قضايا مثل تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على تخصيب اليورانيوم، وفقًا لتقرير شبكة "CNN" الأميركية.
وقالت نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي تريتا بارسي، إن هذه المحادثات "ستتناول مسائل لم تُعالج في اتفاق عام 2015، وتتطلب خبرة تقنية دقيقة لضمان التطبيق العملي"، ومن أبرز التعقيدات المطروحة، اقتراحات وصفتها بارسي بـ"حبوب السم"، كالدعوة إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل على "الطريقة الليبية"، بدفع من إسرائيل. وأكدت أن المحادثات تواجه احتمال فشل جديد إذا أصرت واشنطن على فرض قيود دائمة، خلافاً لاتفاقات الحد من التسلح التقليدية ذات المدى الزمني المحدود.
جولة عُمان الثالثة
ووصل الوفد الإيراني، برئاسة عراقجي، إلى سلطنة عُمان، اليوم الجمعة، للمشاركة في الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة مع الجانب الأميركي. وتأتي هذه الجولة بعد جولتين سابقتين في مسقط وروما، شهدتا ما وصفه مسؤولون من الجانبين بـ"تقدم ملموس".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن "تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب جدية من الجانب الأميركي"، فيما شدد عراقجي على أن بلاده تدخل هذه الجولة بنية صادقة. وأشارت المتحدثة الأميركية تامي بروس إلى أن لقاء روما الأخير جرى في أجواء "متفائلة"، دون كشف التفاصيل.
تحالف طاقة روسي
في موازاة الجهود الدبلوماسية، أعلن وزير النفط الإيراني محسن باكنجاد، اليوم، عن اتفاقية طاقة مع روسيا بقيمة 4 مليارات دولار لتطوير سبعة حقول نفطية إيرانية، بالتعاون مع شركات روسية.
ويُنظر إلى الاتفاق كخطوة جديدة ضمن شراكة استراتيجية أُبرمت بين البلدين في كانون الثاني/ يناير، تشمل الطاقة والخدمات المصرفية والزراعة، والتعاون العسكري. وتأتي الاتفاقية في وقت حاسم تحاول فيه إيران تعزيز موقعها التفاوضي مع الغرب، خاصة بعد مشاوراتها الأخيرة في موسكو وبكين.
والتقى باكنجاد أمس الخميس، بنائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، مستشار بوتين لشؤون "أوبك"، في وقت اقترحت فيه بعض دول "أوبك+" زيادة الإنتاج في حزيران/يونيو، وسط خلافات متصاعدة بشأن الالتزام بالحصص.
في المقابل، جددت الولايات المتحدة، على لسان الرئيس السابق دونالد ترامب، دعوتها لخفض أسعار النفط وتكثيف الضغط على إيران، عبر سياسة "الضغط الأقصى" بهدف تقليص صادراتها النفطية إلى الصفر.
كما أعلنت طهران وموسكو عن مفاوضات لتوريد 1.8 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى إيران خلال هذا العام، في إطار اتفاق تنفذه شركة "غازبروم"، مع بقاء السعر قيد التفاوض.
وتعمل الدولتان على إنشاء مركز لتجارة الغاز في إيران، بمشاركة محتملة من قطر وتركمانستان. ويأتي ذلك امتداداً لتاريخ طويل من التعاون في مجال الطاقة، أبرز محطاته بناء روسيا لمفاعل بوشهر النووي في جنوب إيران.
وفي اجتماع سابق بالكرملين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو قد تصدّر ما يصل إلى 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً إلى إيران، وهو ما يعادل قدرة خط أنابيب "نورد ستريم 1" الذي توقف عن العمل بعد تفجيرات عام 2022.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها