ترامب: روسيا تقدم تنازلاً كبيراً بموافقتها على وقف الحرب

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس أنه يضغط بشدة على روسيا للموافقة على إنهاء الحرب في أوكرانيا، معتبراً أن موسكو ستقدم "تنازلاً كبيراً جداً" إذا وافقت على عدم السيطرة على البلاد برمتها.
وقال ترامب خلال استقباله رئيس وزراء النروج يوناس غار ستور في المكتب البيضوي في البيت الابيض: "نمارس ضغطاً قوياً على روسيا".
وسأله صحافي عن طبيعة التنازل الذي قدمته موسكو، فأجاب "وقف الحرب".
وأضاف "الكف عن السيطرة على كل البلاد"، لافتاً إلى أن ذلك سيكون "تنازلاً كبيراً جداً" من جانب روسيا.
وشدد ترامب على وجوب أن تكون لدى أوكرانيا أيضاً "النية للتوصل إلى اتفاق".
وكان ترامب هاجم الأربعاء الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يصر على رفض الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

غير سعيد
وفي وقت سابق الخميس، قال الرئيس الأميركي إنه "غير سعيد" بالضربات الروسية الليلية على كييف، وحضّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف مثل هذه العمليات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.

وكتب الرئيس الأميركي على منصته الاجتماعية تروث سوشال "هذا ليس ضرورياً وتوقيته سيئ للغاية"، قبل أن يضيف مخاطباً نظيره الروسي: "فلاديمير، توقف!".

وأسفر هجوم روسي ليلي على العاصمة الأوكرانية كييف، عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 70. 

وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت 70 صاروخاً و145 مسيّرة على ست مناطق أوكرانية، خلال الليل. وأوضح أن القوات الجوية الأوكرانية "رصدت وتقفت 215 هدفا جويا للعدو" مشيرا إلى تدمير 112 منها. وأضاف أنه تم استهداف مدن أوكرانية عدة من بينها كييف.

من جهتها، قالت روسيا اليوم، إنها استهدفت في ضرباتها الليلية مصانع أسلحة أوكرانية، بعضها ينتج "وقود الصواريخ والبارود".

ويأتي هذا الهجوم لروسي الجديد فيما تتفاقم التوترات بين واشنطن وكييف، إذ اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني، أمس الأربعاء، بعرقلة اتفاق محتمل مع روسيا.

وفي مواجهة الحصيلة الكبيرة لضحايا هذه الهجمات الروسية على كييف، ألغى زيلينسكي "جزءاً" من برنامج زيارته إلى جنوب إفريقيا من أجل العودة إلى أوكرانيا "على الفور". وقال إن روسيا تسعى إلى ممارسة "ضغط" على الولايات المتحدة عبر مهاجمة أوكرانيا بشكل مكثف.

وأضاف أن "روسيا تعلم أن أوكرانيا تدافع عن حقوقها، وهي تضغط على شعبنا. كما أنها تضغط على أميركا. هذا ما أربطه أيضا بالهجوم الذي وقع اليوم (ليل الأربعاء/الخميس)".

وشدد على أن كييف ستفعل "كل ما يقترحه" حلفاؤها لكنها لا تستطيع الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الذي يحظره دستور أوكرانيا، قائلاً: "نحن نفعل كل ما يقترحه شركاؤنا، باستثناء ما يتعارض مع تشريعاتنا ودستورنا".

وكان موقع "أكسيوس" الأميركي، قد نقل عن مصادر، قولها إن إدارة ترامب توقعت رداً من أوكرانيا كان موعده أمس الأربعاء، على إطار عمل لاتفاق سلام يتضمن اعترافاً أميركياً بشبه جزيرة القرم باعتبارها جزءاً من روسيا، واعترافاً غير رسمي بسيطرة موسكو على جميع المناطق المحتلة تقريباً منذ غزو عام 2022.

وأعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه لغياب "ضغط قوي" على روسيا من أجل وقف غزوها أو الموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال: "لا أرى أي ضغط قوي على روسيا أو عقوبات جديدة على خلفية العدوان الروسي"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي حذّر في وقت سابق، من تبعات إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار.

من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، عن أمله في أن "يتوقف الرئيس بوتين أخيراً عن الكذب" عندما يزعم أنه يريد "السلام"، بينما يواصل قصف أوكرانيا.

وقال ماكرون: "في أوكرانيا، هناك إجابة واحدة فقط ننتظرها: هل يوافق الرئيس بوتين على وقف إطلاق نار غير مشروط؟"، مضيفاً أن "الغضب الأميركي يجب أن يوجه نحو شخص واحد هو الرئيس بوتين" في ظل الصعوبات التي تواجه إنهاء الأعمال العدائية.