newsأسرار المدن

إيران تُحصّن أنفاقها النووية وأميركا تحشد قواتها

المدن - عرب وعالمالأربعاء 2025/04/23
خامنئي.jpg
إيران تعمق منشآتها النووية وأميركا تعيد التموضع العسكري (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
كشفت صور أقمار صناعية تجارية التُقطت بتاريخ 29 آذار/مارس، عن قيام إيران بتشييد محيط أمني ضخم حول مجمّعين من الأنفاق العميقة قرب منشأتها النووية في نطنز، وفق تقرير صادر عن معهد العلوم والأمن الدولي (ISIS)، ونُشر اليوم الأربعاء.

وقال رئيس المعهد ديفيد ألبرايت، إن المحيط الجديد يوحي بإمكانية اقتراب موعد تشغيل مجمعات الأنفاق التي تُبنى تحت جبل "كولانغ غازلا" منذ عدة سنوات، مضيفاً أن إيران لم تسمح حتى الآن لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إليها.
وأشار إلى أن "عدم الشفافية يثير مخاوف من استخدام هذه الأنفاق لتخزين اليورانيوم عالي التخصيب أو مواد نووية غير معلنة وأجهزة طرد مركزي متقدمة"، بما يتيح لطهران إمكانية إنتاج الوقود الكافي لصنع قنبلة نووية خلال فترة زمنية قصيرة.
وأورد التقرير أن المجمعات النووية الجديدة تُبنى على أعماق تفوق تلك التي بُنيت عندها منشأة "فوردو" قرب مدينة قم، ما يعقد أي هجوم محتمل عليها.

تحصينات على الأرض

وأظهرت الصور الجوية مداخل محصنة، وألواحاً خرسانية عالية أقيمت على طول طريق متدرج حول قمة الجبل، بالإضافة إلى حفريات تجري لتثبيت مزيد من الألواح، كما كشف التقرير أن الجهة الشمالية من المحيط الجديد تتصل بشبكة الأمن التابعة لموقع "نطنز".
من جانبه، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، خلال فعالية بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحرس الثوري، في تصريحات رسمية نقلتها وكالة "إرنا" الإيرانية أمس الثلاثاء، أن "الجهود مستمرة لتوسيع الإجراءات الوقائية في المنشآت النووية"، في ما بدا إشارة مباشرة إلى هذه المجمعات الجديدة.
وأشار مسؤولون إيرانيون لوكالة "إرنا"، إن أجهزة الطرد المركزي المتطورة لن تُجمع بعد الآن في محطة "نطنز"، بل ستُنقل إلى مجمع مركزي جديد. وكانت منشأة "نطنز" قد تعرضت لأعمال تخريب في عام 2020، مما أدى إلى أضرار كبيرة في بنيتها التحتية.

تعزيز عسكري أميركي

يتزامن التحصين الإيراني المتسارع حول مجمعات الأنفاق النووية، مع تصعيد عسكري أميركي لافت في الشرق الأوسط، إذ نشر البيت الأبيض أمس الثلاثاء، رسالة رسمية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الكونغرس، مؤرخة في 25 آذار/مارس، أعلن فيها إصدار أوامر بنقل قوات إضافية مجهّزة للقتال إلى المنطقة، بهدف "تعزيز الدفاعات عن إسرائيل وتأمين الأصول الأميركية الحيوية"، وفق ما جاء في الرسالة.
وفي رسالته الموجهة إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون ورئيس مجلس الشيوخ المؤقت تشاك غراسلي، أوضح ترامب أنه "وجه وزارة الدفاع إلى نشر قدرات عسكرية إضافية تشمل الدفاع الجوي والصاروخي، فضلاً عن طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع لدعم العمليات الجوية ضد الحوثيين".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن هذه التعزيزات تشمل "أنظمة ثاد وباتريوت الدفاعية في إسرائيل، إضافة إلى إرسال حاملة طائرات أخرى إلى الشرق الأوسط وقاذفات استراتيجية من طراز B-52 إلى قاعدة دييغو غارسيا"، وهو ما أكده البنتاغون في بيانات سابقة خلال أبريل الجاري.
ويأتي هذا الحشد العسكري الأميركي على وقع استمرار المفاوضات النووية وسط ضبابية تحيط بنتائجها، وتزايد التحذيرات الإسرائيلية من "خطر وشيك" تمثله البنية التحتية النووية الإيرانية المعزّزة، ما يُنذر بتحوّل المنطقة إلى ساحة مواجهة مفتوحة في حال فشل المسار الدبلوماسي.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث