newsأسرار المدن

عن مجزرة بانياس.. خفايا كُتبت بالدم تُكشف

المدن - عرب وعالمالثلاثاء 2025/04/22
انتشال جثث (الدفاع المدني السوري).jpg
أحداث بانياس جرح لم يندمل إلى اليوم (الدفاع المدني السوري)
حجم الخط
مشاركة عبر
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" حقائق جديدة عما جرى في الساحل السوري مطلع آذار/مارس الماضي. أكثر من 1600 مدني غالبيتهم من الطائفة العلوية، قتلوا بدم بارد على يد جماعات مسلحة، دخلت إلى جانب قوات الأمن السورية إلى مناطق الساحل لقمع جماعات من فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد كانت قد تمردت على سلطات دمشق الجديدة.
تفاصيل موجعة
روت الصحيفة في تقرير موسع تفاصيل موجعة لمجزرة جرت في مدينة بانياس، مطلع آذار الماضي، مستندة إلى شهادات أكثر من 40 شخصاً، ومقاطع مصورة وصور تم التحقق منها. واشارت إلى أن المدينة شهدت عمليات قتل ميداني منظمة على يد مجموعات مسلحة، من بينها عناصر جهادية أجنبية، وثوار سابقون انضووا شكلياً تحت لواء الحكومة الجديدة. ووقعت الجرائم وسط عجز واضح من الحكومة الانتقالية عن ضبط الأوضاع الأمنية، على الرغم من أنها وعدت بحماية المدنيين ومنع أي انتهاكات.
واوضحت الصحيفة أن الاحداث بدأت عندما كمنت مجموعات من فلول الأسد لقوات الحكومة الجديدة، ما أدى إلى تدخل أمني واسع. إلا أن الفوضى سمحت بدخول جماعات مسلحة متطرفة إلى المدينة، ارتكبت خلالها مجازر ذات طابع طائفي، تمثلت بإعدامات جماعية، وتصفية ممنهجة لعائلات علوية في بيوتها. أُجبر كثيرون على الهرب نحو الغابات أو اللجوء إلى قواعد روسية، فيما حاول آخرون النجاة بمساعدة جيرانهم من الطائفة السنية.

التحقيقات
ورغم نفي الحكومة السورية الجديدة تورط قواتها في عمليات القتل، أعلنت فتح تحقيقات رسمية وشكلت لجنتين: واحدة للتحقيق في أحداث العنف، وأخرى لحماية العلويين. لكنها فرضت قيوداً على الصحافة ومنعت المراسلين الأجانب من دخول المنطقة، ما اضطر الصحيفة للاعتماد على مصادر محلية عن بعد.
واشار التقرير إلى أن سكان المدينة عانوا من مشاهد مأساوية تمثلت في نهب واسع للمنازل والمحال، وإلقاء الجثث في الشوارع، وحرق ممتلكات، فيما نُقل العديد من القتلى إلى مقابر جماعية.
ووفقاً للصحيفة فإن أحداث بانياس، تعد امتحاناً حقيقياً لمدى قدرة الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع على فرض السيطرة وحماية الأقليات بعد إسقاط نظام المخلوع بشارالأسد.
وبحسب "نيويورك تايمز" فإن الجماعات المسلحة نشرت الرعب في عموم بانياس، إذ كان المسلحون ينتقلون من باب إلى باب، فيقتلون العلويين في بيوتهم، بحسب ما ذكر الأهالي، وفي أحد الأبنية السكنية، سحبت ثلة من المسلحين أحد القاطنين وجعلته يجلس على ركبتيه، وصاروا ينادونه بالـ"كلب العلوي" ثم أمروه بأن ينبح قبل أن يطلقوا النار عليه، وذلك بحسب ما ذكر اثنان من جيرانه.
في حين قام مسلحون آخرون بالدوس بسياراتهم فوق جثث القتلى في الشارع، وذلك حسبما وثقت الفيديوهات التي تحققت الصحيفة من صحتها.

رعب في بانياس
وتحدث التقرير عن رعب عمّ أرجاء بانياس بسبب عمليات القتل العلنية التي نفذت لأسباب طائفية، بعد أن وضع كثيرون ثقتهم بالسلطات السورية الجديدة. إذ خلال الأشهر الثلاثة الأولى في السلطة، أوفت قوات الأمن التابعة للحكومة بقدر كبير من وعودها التي تعهدت من خلالها بنشر الاستقرار في محافظة طرطوس.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن المجزرة كشفت مدى هشاشة الوضع الأمني والسياسي في سوريا، رغم الانتصار الثوري، وأعادت إلى الأذهان شبح الانتقام والاحتراب الطائفي الذي كاد السوريون أن يطووه.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث