أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء في أنقرة رغبتهما في "تعزيز تعاونهما"، بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد.
وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري، إن مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل "أمراً حيوياً"، وأكد أن البلدين يتبنيان موقفاً مشتركاً تجاه القضية الفلسطينية.
الملف الفلسطيني
وقال أردوغان إن إسرائيل وداعموها مسؤولون عن وفاة كل مدني بريء في غزة بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء، مستنكراً خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي في تموز/يوليو، قائلاً: "مكان قتلة 41 ألفاً من الأبرياء ليس منابر البرلمان بل قاعات المحاكم لمحاسبتهم على جرائمهم".
وأكد على أن "إسرائيل تواصل موقفها المعرقل للمفاوضات، وكشفت عن عقليتها بقتل مُحاورها"، في إشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
تعزيز المصالح
وأعلن الرئيس التركي عن إرادة بلاده في تعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات، بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة، مؤكداً العزم على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الـ5 المقبلة، ومواصلة العلاقات متعددة الأبعاد مع القاهرة وفق أساس الربح المتبادل.
مرحلة جديدة
من جانبه، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأسيس مرحلة جديدة من العلاقات مع تركيا وتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة، وقال إن "التحديات في المنطقة تتطلب تنسيقاً مع تركيا".
وحول الأوضاع في المنطقة، أكد السيسي أنه ناقش مع أردوغان سبل التصدي للأزمات الإقليمية وفي مقدمتها غزة، وشدد على أن "مصر وتركيا تدعوان لوقف إطلاق النار في غزة ووضع نهاية للعنف في الضفة الغربية"، مشيراً إلى أنه تم البحث مع الرئيس التركي الأوضاع في السودان والقرن الإفريقي، واتفقا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال، كما تم مناقشة الأزمة في ليبيا، ورحب من جهة ثانية بمساعي التقارب بين سوريا وتركيا.
السيسي في أنقرة
وفور وصوله إلى أنقرة الأربعاء، أعرب الرئيس المصري عن سعادته بزيارة تركيا للمرة الأولى ولقائه نظيره التركي والتطلع إلى "بدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون".
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، قال السيسي: "تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك".
وأردف: "لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين".
مجلس التعاون الاستراتيجي
من جانبها، قالت الرئاسة التركية في بيان الأربعاء إن زيارة الرئيس المصري تأتي تلبية لدعوة من نظيره التركي، رداً على زيارة الأخير لمصر منتصف شباط/فبراير.
وأضافت أن الرئيسين سيترأسان الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الذي أعيدت هيكلته وفقاً لإعلان مشترك جرى التوقيع عليه خلال زيارة أردوغان إلى القاهرة، وأضافت أن المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، لاسيما الهجمات الإسرائيلية على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح البيان أن اجتماع المجلس سيناقش الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها لمواصلة تطوير التعاون الثنائي، ويتوقع أن تقام بعد ذلك مراسم توقيع اتفاقات.
وخلال لقائهما في القاهرة، أكد الرئيسان المصري والتركي رغبتهما في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وحينها قال السيسي إن بلاده سترفع مستوى التعاون الاقتصادي المشترك مع تركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة.
مراسم الاستقبال
وكان الرئيس أردوغان في مقدمة مستقبلي الرئيس المصري في مطار "أسن بوغا" بأنقرة، كما أجريت مراسم رسمية للاستقبال في المجمع الرئاسي، حيث أُطلقت 21 قذيفة مدفعية ثم عزف النشيد الوطني لكلا البلدين.
وبعد الانتهاء من النشيد الوطني للبلدين، ألقى الرئيس المصري التحية على فرقة الاستقبال، كذلك قدم كل من الرئيسين وفد بلده للآخر، وتصافحا أمام العلمين التركي والمصري عند مدخل المجمع الرئاسي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها