السبت 2024/11/30

آخر تحديث: 18:35 (بيروت)

النظام يسلّم عدداً من أحياء حلب لـ"قسد"..توافق مع روسيا؟

السبت 2024/11/30
النظام يسلّم عدداً من أحياء حلب لـ"قسد"..توافق مع روسيا؟
فصائل المعارضة سيطرت على معظم أحياء مدينة حلب (Getty)
increase حجم الخط decrease
قالت مصادر ميدانية لـ"المدن" إن قوات النظام السوري سلّمت عدداً من أحياء ومناطق مدينة حلب وريفها لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قبل انسحابها منها.
وأوضحت أن قوات "قسد" الموجودة في حي الشيخ مقصود، تمددت من هذا الحي الذي يخضع لسيطرتها داخل حلب إلى أحياء بستان الباشا، والأشرفية، والمنطقة الصناعية بالشيخ نجار، إلى جانب مطار حلب الدولي.

توافق النظام و"قسد"
وفي ريف حلب الشرقي، انتشرت قوات تابعة لـ"قسد"، قدمت من منبج، في بلدات دير حافر وتل عرن وتل حاصل، والسفيرة، والمناطق المحيطة. وكشفت مصادر "المدن" أن العملية جرت بطلب من النظام السوري، في مشهد يذكر بالتوافق الذي جرى بين النظام السوري وحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، الذي نص على تسليم النظام مناطق التوزع الكردي إلى وحدات حماية الشعب، في العام 2012. والعملية ليست سوى "مناورة" من النظام السوري لتأخير سيطرة فصائل المعارضة على كامل مدينة حلب وريفها، بعد انهيار قواته سريعاً، واضطرارها إلى الانسحاب منها. والواضح أن ما يجري يأتي في إطار محاولات تثبيت السيطرة الميدانية بعد التغير الكبير الذي طرأ على نسبها في حلب وأريافها.

ويبدو أن فصائل المعارضة تنبهت سريعاً لمخطط "قسد"، وبدأت هجوماً سريعاً على بلدتي نبل والزهراء، وسط تضارب في الأنباء عن استكمال سيطرة الفصائل على البلدتين الشيعتين في ريف حلب، وكذلك بدأت هجوماً على حي الشيخ مقصود معقل "قسد" في حلب. ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي لـ"المدن" أن "قسد" تستغل إرباك قوات النظام والفوضى التي خلفتها عملية "ردع العدوان" لتوسيع مناطق سيطرتها، في مدينة حلب الاستراتيجية.

الرد عند تركيا
ويضيف النيفي أن كل ما يجري يعاظم مخاوف تركيا التي بدأت تتفاعل مع التطورات من خلال تأكيد وكالة "الأناضول" سيطرة "قسد" على مطار حلب. وكانت فصائل "الجيش الوطني" قد أعلنت عن عملية أسمتها "فجر الحرية" السبت، ضد قوات النظام و"قسد" في ريفي حلب الشرقي والشمالي، وأعلنت الفصائل المدعومة تركياً تقدمها إلى بلدة تادف المتاخمة لمدينة الباب شرقي حلب. ويقول النيفي، إن "التوقعات تشير إلى انخراط تركي مباشر أو غير مباشر في التطورات الأخيرة، في حلب وريفها، لأن تمدد "قسد" يثير قلق أنقرة". وتعقّد التحركات الأخيرة المشهد في الشمال السوري، كما يرى النيفي، معتبراً أن "الوقت ليس لصالح تركيا وفصائل المعارضة، لجهة تثبيت الواقع الميداني الجديد".

روسيا تريد فرض التوازن
وركزت الطائرات الروسية هجماتها على مقرات فصائل "الجيش الوطني" في مدن مارع والباب وأعزاز، بهدف منع الفصائل من الهجوم على تلرفعت الخاضعة لسيطرة "قسد".
بذلك يبدو جلياً أن توافقات النظام و"قسد" جاءت بإبعاز روسي، وهو ما يؤكده السياسي الكردي علي تمي، الذي أكد أن "روسيا أشرفت على ما يجري من انتشار لقسد في مناطق جديدة بحلب". وأرجع تمي ذلك في حديثه لـ"المدن"، إلى هدفين الأول منع توسيع سيطرة فصائل المعارضة على كامل مدينة حلب، وإجراء توازن في القوى على الأرض، والثاني إلى محاولة ابتزاز تركيا مجدداً في هذه المنطقة التي تخضع لنفوذ أنقرة.
في المقابل، قلل نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين رديف مصطفى من حظوظ نجاح مخطط "قسد"، وقال لـ"المدن": "محاولة قسد خلط الأوراق لن تنجح في ظل فائض القوة لدى الفصائل التي لن تسمح بفرض واقع جديد عليها في حلب، بعد هزيمة النظام".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها