انهارت دفاعات النظام السوري في ريف حلب الغربي، أمام ضربات قوية للفصائل المعارضة بقيادة هيئة "تحرير الشام"، بعد أقل من 24 ساعة على إطلاق معركة "رد العدوان"، حتى بات المهاجمون على بعد كيلومترات قليلة، من أبوب مدينة حلب، شمال سوريا، من الجهة الغربية.
سيطرة سريعة
وبدأ هجوم الفصائل انطلاقاً من سيطرة تحرير الشام والفصائل المعارضة، على طول خط جبهة يمتد لعدة كيلومترات على خطوط التماس مع قوات النظام في ريف حلب الغربي، قبل أن تبدأ الفصائل بالاقتحام، تلاه إعلانات متتالية للسيطرة على عدد من القرى والبلدات والمواقع.
وأعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، وهو اسم اختاره المهاجمون لغرفة العمليات التي تجمع الفصائل ضمن معركة "رد العدوان"، السيطرة على 18 موقعاً، كان أبرزها "الفوج-46" في الأتارب، وبلدات أورم الكبرى وعنجارة وبسرطون وقبتان الجبل، مشيرةً إلى أن التقدم لا يزال مستمراً.
والهدف المعلن من العملية، هو توسيع دائرة السيطرة المحيطة بمناطق سيطرة الفصائل المعارضة وتحرير الشام في ريف حلب الغربي، ومنع النظام من استهداف هذه المناطق مجدداً، إن كان عبر المسيّرات الانتحارية، أو عبر المدفعية، والتي كانت تستهدف تلك المناطق، انطلاقاً من المواقع المسيطر عليها حديثاً، لاسيما "الفوج-46"، وتلال قرية قبتان الجبل، كما قال المتحدث باسم "إدارة العمليات" في بيان مصوّر. وقال المتحدث أن للمعركة هدف ثانٍ متمثل بتوجيه ضربة استباقية، ضد تجمعات قوات النظام والميلشيات الإيرانية، والتي تنوي حسب زعمه مهاجمة مناطق سيطرة الفصائل.
أبواب حلب
وبلغت مساحة المناطق المسيطر عليها حديثاً حتى الآن، حوالي 150 كيلومتراً مربعاً، من الشمال حتى الجنوب، بعد محور التماس القديم مع قوات النظام، فيما بلغ العمق في بعض المناطق أكثر من 15 كيلومتراً، بعد السيطرة على بلدة أورم الكبرى. وبذلك، فإن المهاجمين باتوا على بعد يتراوح بين 8 و10 كيلو مترات عن أبواب حلب المدينة، من الجهة الغربية، بينما يزداد ذلك البعد من الجهة الشمالية، وأكثر من الجهة الجنوبية. وعلى الرغم من إعلان أهداف المعركة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك نيّة لدى المهاجمين بالوصول إلى حلب المدينة بالفعل. ولذلك يمكن شرح 3 سيناريوهات مطروحة بقوة للوصول إليها.
ويتمثل المحور الأول، والأقصر عملياً، هو الوصول إلى حلب المدينة من الجهة الغربية، والجنوبية الغربية، إلا أن ذلك يتطلب السيطرة عدد من المواقع للوصول إلى منطقة خان العسل، وبالتالي تصبح الفصائل على أبواب حي الراشدين والأكاديمية العسكرية. كما يمكن الوصول إلى البوابة الغربية لحلب، عبر السيطرة على عدة مواقع أبرزها المنصورة وجمعية الزهراء والمهندسين، وبالتالي أصبحوا على أبواب حي حلب الجديدة، داخل المدينة.
أما السيناريو الثاني، فهو توجه الفصائل نحو الشمال، وذلك يتطلب السيطرة على مواقع من الصعب السيطرة عليها، مثل حريتان وعندان وحيان، والوصول إلى دوار "الكاستيلو"، وذلك نظراً لانتشار كثيف من قبل الميلشيات الإيرانية المدعومة من الحرس الثوري، كما يوجد على هذا المحور، تواجد كثيف لمجموعات من حزب الله.
ويبقى السيناريو الثالث، وربما هو الأقل ترجيحاً، هو التقدم من الجهة الجنوبية، وذلك يتطلب السيطرة على كفر حلب، ومناطق واسعة هناك بعدها، ثم عبور مساحات كبيرة، للوصول إلى دور الموت، بعد قطع الطريق الدولية "الإم-5".
حصيلة القتلى
وبلغت حصيلة المعارك الدائرة حتى الآن نحو 100 قتيلاً من الجانبين، حسب آخر إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن خسائر تحرير الشام بلغت 60 قتيلاً، ومن الفصائل المعارضة في الجيش الوطني 16 قتيلاً، بينما سقط من قوات النظام 37 قتيلاُ، بينهم عدد من الضباط، وجرى أسر 5 عناصر من قواته. ولفت المرصد إلى أن الفصائل المهاجمة اغتنمت عدداً من الدبابات والمدرعات ومخازن أسلحة والآليات المصفحة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها