بدأت الفصائل المعارضة والسلفية المنضوية ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، والتي تقودها هيئة "تحرير الشام"، عملية عسكرية واسعة تحت اسم "ردع العدوان"، ضد قوات النظام والميلشيات الإيرانية في ريف حلب الغربي، وسط معلومات عن تقدم المهاجمين، وسيطرتهم على مواقع جديدة.
ريف حلب الغربي
وقالت مصادر ميدانية لـ"المدن"، إن قوات خاصة من المهاجمين بدأت الهجوم بالتسلل إلى مواقع تقع على تماس مباشر مع قوات النظام، على محاور ريف حلب الغربي، قبل أن تبدأ بالتقدم، وتندلع على إثرها اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
وأضافت أن تحرير الشام تفرض حظراً إعلاميا شاملاً على مجريات الميدان، والهدف من المعركة، لكن المصادر أشارت إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن الهدف هو السيطرة على "الفوج-46" في الأتارب، وعلى عدد من التلال الحاكمة الاستراتيجية في ريف حلب الغربي.
ولفتت إلى أن مجموعات من فصائل "الفتح المبين"، فتحت معارك وهمية على محاور أخرى في ريف إدلب الجنوبي، وحماة الشمالي، كما تقوم وحدات أخرى من الفصائل بعمليات إسناد بالمدفعية وقذائف الهاون للتغطية على تقدم المجموعات المهاجمة في المعركة الأساسية.
وقبل شهرين، كشفت مصادر عسكرية لـ"المدن"، عن تجهيز "تحرير الشام" وحلفائه من الفصائل المعارضة، لمعركة ضد قوات النظام.
هروب جماعي
وأظهرت لقطات مصورة هروباً جماعياً لعناصر قوات النظام على محور قبتان الجبل، الواقعة غرب مدينة دارة عزة، وسط معلومات عن سيطرة المهاجمين عليها، وكذلك وسط تأكيدات بأن تقدماً واضحاً يحسب للمهاجمين في محاور القتال الأخرى.
وأكدت المصادر أن الفصائل المعارضة أسرت عدداً من جنود النظام، بينما يوجد عدد كبير من القتلى في معظم محاور القتال. كما أكدت أن المهاجمين دمروا دبابة وعربة مدرعة حتى الآن، وسط معلومات عن تدمير أخرى.
وأشارت إلى أن مجموعات من الفصائل المنضوية ضمن "الجيش الوطني"، أرسلت أرتالاً للمشاركة إلى جانب فصائل "الفتح المبين" في المعركة، لكن دون إعلان رسمي حتى الآن، موضحة أن "الجبهة الشامية" كانت على رأس من يؤازر في الهجوم.
نزوح وقصف
في غضون ذلك، شنّت المقاتلات الروسية عدداً من الغارات الجوية استهدفت محاور القتال لمنع المهاجمين من التقدم، كما شاركت مقاتلات النظام السوري، لأول مرة منذ سنوات، بتنفيذ غارات جوية على عدد من محاور التماس مع "الفتح المبين"، في أرياف إدلب وحماة واللاذقية.
وتسبّبت الغارات التي شنّتها المقاتلات على عدة قرى مدنية قرب محاور التماس، وعلى أطراف إدلب المدينة، إلى نزوح آلاف المدنيين.
وقال فريق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، إن مئات العائلات نزحت من مناطق في ريف إدلب الشرقي، وحلب الغربي، مع تصاعد وتيرة قصف قوات النظام وروسيا وحلفائهم، واستهدافهم للمدن والقرى والبلدات بالغارات الجوية وقذائف المدفعية والصواريخ.
وأشار إلى النزوح يتزامن مع واقع إنساني صعب تعانيه مناطق شمال غرب سوريا، مع طول سنوات حرب النظام وروسيا، وعدم وجود مأوى آمن يحمي المدنيين من الهجمات، وانخفاض درجات الحرارة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها