البحر الاسود:حرب المسيّرات لم تفتح ممرات السفن التجارية

أعلنت روسيا ليل الأحد - الاثنين، أنها أسقطت طائرات مسيّرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها وفي أجواء منطقة موسكو، وأيضاً فوق بيلغورود وفورونيج القريبتين من الحدود مع أوكرانيا. 

وأفادت وزارة الدفاع الروسية على "تليغرام" بأنه جرى "اعتراض طائرات مسيّرة فوق المناطق الغربية والجنوبية الغربية والشمالية الغربية والشرقية من شبه جزيرة القرم، ومقاطعتي استرا (غرب)، ودوموديدوفو (جنوب)، في منطقة موسكو، ومنطقتي بيلغورود وفورونيج (جنوب غرب)"، من دون تحديد عدد الطائرات المدمرة أو الإبلاغ عن أضرار أو ضحايا حتى الآن.

وتستهدف أوكرانيا مسلّحةً بأنظمة دفاع جوي وصواريخ بعيدة المدى قدمها لها حلفاؤها الغربيون، بشكل متزايد الأسطول الروسي المتمركز  على البحر الأسود قبالة سواحل شبه جزيرة القرم في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه روسيا على سواحلها المطلة على البحر الأسود.  

كسر الحصار

وخلال الأسبوع الماضي، دمّرت القوات الأوكرانية سفينة تابعة للبحرية الروسية في سيفاستوبول، أكبر ميناء في القرم.

ويرى المسؤولون في كييف أن تحييد استخدام روسيا لشبه الجزيرة كمنطقة انطلاق عسكرية "أمر أساسي" لكسر الحصار على البحر الأسود ودعم الهجوم العسكري المضاد لتحرير أراضيها، حيث لا تزال روسيا تحتل نحو 18 في المئة من مناطق في الجنوب والشرق.

ورغم أن السفن التي تستخدم موانئ البحر الأسود الأوكرانية تواجه مخاطر كبيرة، إلا أن كييف تدّعي أنها تستطيع حماية ممرات الشحن من خلال الإضرار بقدرة روسيا على مراقبة الركن الشمالي الغربي من البحر الأسود.

وفي السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن سفينتين تجاريتنين تمكنتا الأحد، من الرسو في ميناء تشورنومورسك الاوكراني قبيل ساعات من إطلاق روسيا لأحدث وابل من الهجمات بالصواريخ والمسيرات على مختلف أنحاء البلاد، حيث تكرر استهداف منشآت زراعية في منطقة أوديسا بالجنوب، خلال الأيام الأخيرة.

وكشف نائب رئيس الوزراء الأوكراني، أولكسندر كوبراكوف، أن السفينتين المدنيتين، استعملتا ممراً مؤقتاً في اتجاه الموانئ الأوكرانية"، مضيفاً أنها ستقوم بتحميل "ما يقرب من 20 ألف طن من القمح للدول الأفريقية والآسيوية".

وتعد ناقلتا البضائع "آرويات" و"ريزيلينت أفريكا"، أول سفينتين تصلان إلى الموانئ الأوكرانية، منذ انسحاب روسيا في تموز/يوليو من اتفاقية توسطت فيها الأمم المتحدة، وسمحت بتصدير أكثر من 33 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا.

وأعلنت كييف قبل أسابيع عن إتاحة ممر مؤقت أمام السفن التي تقطعت بها السبل في موانئ البلاد منذ بداية الغزو، وذلك من خلال المرور على سواحل جارتيها الجنوبيتين، رومانيا وبلغاريا، العضوين في "الناتو".

وغادرت ثلاث سفن تحمل سلعاً غذائية واثنتان محملتان بمواد معدنية الموانئ الأوكرانية منذ أن فتح الجيش الأوكراني هذا الممر، مع استمرار روسيا في مقاومة الضغوط الدولية بالعدول عن قرارها الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب.

ممر بري
وتصدر أوكرانيا حالياً معظم احتياجاتها من الحبوب عن طريق الشاحنات والسكك الحديدية عبر طرق برية نحو دول الاتحاد الأوروبي، ولكن هذه المسارات تنطوي على تكاليف إضافية، مما يضر بقدرة كييف التنافسية.  

كما أن تصدير الحبوب والبذور الزيتية عبر البلدان المجاورة أثّر على دخل المزارعين المحليين فيها وأدى إلى فرض بعض الحكومات حظراً على دخول الواردات الزراعية من أوكرانيا.