السبت 2023/09/16

آخر تحديث: 14:23 (بيروت)

ليبيا: عشرات السوريين بين المفقودين في درنة المنكوبة

السبت 2023/09/16
ليبيا: عشرات السوريين بين المفقودين في درنة المنكوبة
© Associated Press
increase حجم الخط decrease
فُقد عشرات السوريين في ليبيا، ويخشى أن يكونوا لقوا حتفهم، بعد أن تسبب الإعصار "دانيال" في فيضانات كارثية اجتاحت مدينة درنة الساحلية ليل الأحد، وأحدثت دماراً هائلاً وجرفت أحياءً بأكملها إلى البحر.


وعلى مدى السنوات الماضية غادر ألاف السوريين بلادهم التي مزقتها الحرب إلى مدينة درنة الليبية، بحثًا عن عمل وفرص أفضل. والآن، أصبح العشرات منهم في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا لقوا حتفهم.

تجاوز عدد القتلى في ليبيا ال11 ألفاً، وهناك أكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين. وبعد مرور خمسة أيام، لا يزال عمال البحث والإنقاذ يحفرون في الطين والمباني المجوفة في درنة، بحثًا عن الجثث.

وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تأكد مقتل 42 سورياً في ليبيا في حين أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 150.

ومن بين الضحايا، سوريون كانوا يعيشون ويعملون في ليبيا لفترة طويلة، ومهاجرون سوريين كانوا يستخدمون ليبيا كنقطة عبور في جهودهم للوصول إلى أوروبا، في أغلب الأحيان عن طريق رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، في قوارب غير آمنة ينظمها المهربون.

قبل عامين، غادر عمار كنعان، نجل نسمة جباوي البالغ من العمر 19 عاماً، منزله في محافظة درعا جنوبي سوريا، وتوجه إلى ليبيا حيث خطط للعمل وتوفير المال لدفع رسم للسلطات السورية يبلغ حوالي 8000 دولار يعفيه من الخدمة العسكرية الإجبارية.

وتقول نسمة إن ابنها تحدث معها آخر مرة بعد ظهر الأحد.. أخبرها بأنه سيغلق محل الحلويات الذي يعمل فيه ويعود إلى منزله لأنه من المتوقع حدوث عاصفة قوية. وحاولت مراراً الاتصال به الاثنين دون جدوى. يُظهر حساب واتساب الخاص به أن آخر مرة كان فيها هاتفه متصلاً بالإنترنت في حوالي الساعة 1:30 فجر الاثنين. وتقول والدموع تخنقها: "لا يزال لدينا أمل".

والثلاثاء، توجه عم كنعان بالسيارة إلى درنة من مدينة بنغازي بشرق ليبيا حيث يعمل، ليجد أن المبنى الذي يعيش فيه ابن أخيه قد جرفته المياه. وقالت نسمة "كل من كان بالداخل يعتبر ميتاً".

من جانبه، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه لم يتمكن من التأكد من وجود ناجٍ واحد من بين 150 سورياً مفقودين في درنة منذ مساء الأحد. لكن من الصعب الحصول على أرقام محددة في أعقاب الفوضى التي أعقبت الدمار.

وبالنسبة لبعض السوريين، قدمت ليبيا آفاقًا لحياة أفضل من سوريا. يمكن للسوريين الدخول بسهولة إلى ليبيا بتأشيرة سياحية والعثور على عمل، حيث أن الأجور أعلى مما يكسبه الكثيرون في وطنهم.

أحد هؤلاء هو زيد مرابح (19 عاماً) الذي جاء إلى ليبيا قبل عامين من مدينة حمص وسط البلاد وعمل نجاراً. ويروى لوكالة "أسوشيتد برس" عبر الهاتف من درنة، كيف شاهد المياه تتدفق نحو مبناه ليل الأحد. ويقول: "سمعت دوياً عالياً". وكانت هذه هي اللحظة التي انهارت فيها السدود.

عندما بدأ منسوب المياه في الارتفاع في حيه، ركض بشكل محموم نحو الأراضي المرتفعة -تل شيحا الشرقي القريب. ومن هناك رأى المياه تدمر كل شيء تقريباً في طريقها.

عاد مرابح صباح الاثنين بعد أن انحسرت المياه للاطمئنان على عمه وأقاربه. اختفى المبنى الذي كانوا يعيشون فيه. وقال إن عمه عبد الإله مرابح وخالته زينب وابنتهما شهد البالغة من العمر سنة واحدة لقوا حتفهم. وأوضح أنه بحث في صفوف الجثث الملقاة في شارعهم لكنه لم يتمكن من العثور على عائلة عمه.

في العاصمة السورية، دمشق، تلقى أفراد عائلة قلعجي، الخميس، التعازي في وفاة أفراد عائلتهم الثمانية الذين قتلوا في درنة. وقالت الأسرة في بيان، إن فراس قلعجي وزوجته رنا الخطيب وأطفالهما الستة سيدفنون في ليبيا.

وأفادت غنى القاسم بأن ابن أخيها، هاني تركماني، كان طبيب أسنان وصل إلى درنة منذ حوالي تسعة أشهر "لتحسين حياته". وقد وجد له أبناء عمومته، الذين كانوا هناك بالفعل، عملاً.

بعد انحسار مياه الفيضانات، ذهب أبناء عمومته الذين نجوا من المأساة للبحث عنه. وقالوا إن شقته كانت مليئة بالمياه والطين، لكن وجود ثقب كبير في الجدار أثار آمالهم في أنه ربما هرب من المبنى أو أخرجه عمال الإنقاذ، على حد قول غنى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها