الإثنين 2023/06/05

آخر تحديث: 19:38 (بيروت)

وزير الخارجية التركي الجديد..يستكمل التطبيع مع الاسد؟

الإثنين 2023/06/05
وزير الخارجية التركي الجديد..يستكمل التطبيع مع الاسد؟
increase حجم الخط decrease
رغم قيادته مسار تطبيع العلاقات بين الحكومة التركية والنظام السوري، فان هناك تحديات عديدة تقف في طريق استكمال هذا المسار من قبل وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان، نظراً لشروط النظام ذات السقف المرتفع، ومطالب تركيا التي لا تقل عنها ارتفاعاً.

 فالوزير الاتي من رئاسة جهاز الاستخبارات زار دمشق –بحسب رويترز- في صيف عام 2022، واجتمع هناك برئيس مخابرات النظام علي مملوك وتكررت اللقاءات، ما يؤشر إلى أن ملف التطبيع مع النظام السوري سيكون ضمن أولويات الدبلوماسية التركية.

وفي أول تصريح له بعد توليه خارجية بلاده، قال فيدان: "سنعمل على إرساء الأمن والاستقرار في تركيا وخارجها، وسنعمل من أجل استقلال الإرادة الشعبية واستمرار سياستنا الخارجية الاستراتيجية"، ما يعني حسب قراءات متعددة أن توجه تركيا للتطبيع مع النظام السوري لم يأت تحت ضغط الحسابات الانتخابية، وإنما ضمن نهج استراتيجي، اعتمدته أنقرة مؤخراً.

فيدان "حاكم الظل"
برز اسم هاكان فيدان بعد محاولة الانقلاب في تركيا صيف العام 2016، إذ تنسب معلومات متداولة فشل الانقلاب لفيدان المولود في أنقرة سنة 1968 لعائلة كردية، ليكون "إفشال الانقلاب" الإنجاز الأكبر له، بعد نحو عام من تعيينه رئيساً لجهاز الاستخبارات التركية في العام 2015.

أدار فيدان "في الظل" العديد من الملفات بعد ذلك، وتقول مصادر إن توليه الخارجية في هذه الفترة يخدم توجه تركيا نحو مراجعة سياساتها الخارجية.

علاقته بالرئيس التركي قوية جداً، إلى الحد الذي رجحت فيه مصادر تركية تحدثت ل"المدن" أن يكون فيدان رئيس تركيا القادم بعد انتهاء ولاية أردوغان الذي شارف على السبعين من عمره.

ويقول المحلل السياسي التركي جواد غوك ل"المدن" إن نجاح فيدان في قيادة السياسة الخارجية التركية، تعني وصوله للحكم في نهاية المطاف، معتبراً أن "اختيار أردوغان لهذا الرجل القوي لقيادة الدبلوماسية، يعطي انطباعاً بأن الرئيس التركي يُعدّه لخلافته".

ويخدم تعيين فيدان في هذا المنصب تركيا، بحسب غوك، الذي أشار إلى علاقة فيدان الوثيقة بروسيا وإيران والدول العربية، والنظام السوري، والاتحاد الأوروبي كونه عمل سابقاً في وحدات التدخل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو".

وبالبناء على ذلك يعتقد المحلل السياسي التركي أن تولي فيدان الخارجية التركية سينعكس إيجاباً على مسار التطبيع التركي مع النظام السوري، ويقول: "يعرف فيدان كيف يفكك الملفات الشائكة التي تعيق إتمام التطبيع مع دمشق، ولا ننسى أن علاقته الجيدة مع شخصيات إيرانية قد تساعده على ذلك".

فيدان أمام ملفات صعبة
وفي حين يرى الباحث محمد طاهر أوغلو إمكان أن يلعب فيدان دوراً ما في تسهيل عملية المحادثات، بحكم إدارته للمحادثات الاستخباراتية المباشرة مع النظام السوري حينما كان رئيساً لجهاز الاستخبارات، يقول ل"المدن": "لكن هذا لا يعني أن ينجح بخلق نقلة نوعية على المدى القريب في حلحلة هذا الملف الشائك، فهناك شروط معقدة لدى كلا الطرفين، مثل قضية سحب القوات التركية من سوريا، والتي ترفضها أنقرة في الوقت الحالي وليس من المتوقع أن تقبل بها على المدى القريب".

وبذلك يعتقد طاهر أوغلو أن وجود فيدان كوزير للخارجية لا يمكن أن يحقق زخماً كبيراً لعملية الدفع نحو الحل بشكل سريع.

ويتفق مع طاهر أوغلو، الباحث في مركز "حرمون للدراسات" الدكتور سمير العبد الله، قائلاً: "هناك مجموعة من العوامل ستؤثر على مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، وليس فقط شخصية وزير الخارجية، منها العلاقات الروسية التركية ومستقبلها، والعلاقة مع أميركا، وكذلك العلاقات التركية العربية".

ويقول: "يمكننا حالياً أن نتوقع استمرار المسار الرباعي في موسكو والمفاوضات مع النظام السوري كما هي عليه في فترة ما قبل الانتخابات، مع زيادة في قوة الموقف التركي التفاوضي، مما يعني تحول هذه المفاوضات وهذا المسار إلى مسار شبيه بمسار جنيف وأستانة، بمعنى اجتماعات دون نتائج محددة، وتحديداً لأن تركيا ليست بوارد سحب قواتها من سوريا، نزولاً عند مطلب النظام".

ومن المقرر، وفق صحيفة "الوطن" شبه الرسمية أن يعقد الاجتماع الرباعي بين تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري في حزيران/يونيو الجاري في العاصمة الروسية موسكو، على مستوى نواب الوزراء، وذلك على هامش اجتماع مسار أستانة .
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها