السبت 2023/06/03

آخر تحديث: 23:34 (بيروت)

عملية سيناء:الاحتلال يفتقر للتفاصيل..ويتجاهل إنذاراً مسبقاً!

السبت 2023/06/03
عملية سيناء:الاحتلال يفتقر للتفاصيل..ويتجاهل إنذاراً مسبقاً!
© Getty
increase حجم الخط decrease
تصرّ إسرائيل على روايتها بشأن واقعة إطلاق النار التي نفذها شرطي مصري السبت، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من جنودها وإصابة رابع، بعدما تمكن من اختراق نقطة حدودية مع فلسطين جنوباً، قبل تحييده في ظروف يحيط بها كثير من علامات الاستفهام.

تحقيق مشترك..بين روايتين
وفق رواية الاحتلال، نُفّذت العملية على مرحلتين، صباحاً ثم ظهراً، وتحمل بُعداً أمنياً، و"لا علاقة لها بمحاولة تهريب مخدرات سبقتها بساعات"، بينما تُرجّح القاهرة أن الاشتباك حصل أثناء ملاحقة الأمن المصري للمهربين عبر الحدود.
ويفترض الاحتلال أنه لا شركاء للجندي المصري بالهجوم، لكنه يحقق في دوافعه، وما إذا كانت جهات معينة قد دفعته إلى ذلك أم لا.
وأبلغت السلطات المصرية إسرائيل بعدم علمها بنوايا الشرطي المكلف بتأمين الحدود، مُبدية استعدادها للتعاون في التحقيق المشترك الذي انطلق مساء؛ لمعرفة الملابسات.
وشككت جهات عسكرية إسرائيلية بالرواية المصرية التي وضعت الحادثة في سياق عرضي مرتبط بملاحقة مهربين عبر الحدود. وتقول تل أبيب إن العسكري المصري اخترق الحدود في الصباح الباكر متجهاً نحو نقطة عسكرية إسرائيلية، وقتل جنديين، ثم اختبأ بجوار النقطة المذكورة، وأعاد الكرّة مجدداً حينما نصب كميناً لقوة إسرائيلية جاءت لتمشيط المكان عقب اكتشاف الحادثة الأولى، فقتل جنديا ثالثا وأصاب رابعاً قبل أن يُطلق النار عليه.
وزعم محللون عسكريون إسرائيليون أن رواية القاهرة تهدف إلى محاصرة الواقعة؛ خشية أن تقود إلى "محاكاة العملية من قبل عسكريين مصريين آخرين في الفترة القادمة".

الجيش لا يعلم!
دوائر عسكرية إسرائيلية كشفت أنها لا تعلم كيف قُتل الجنديان في إطلاق النار الأول، مشيرة إلى أنها "تجهل ما حدث على الأرض". وأبدت مصادر إسرائيلية استغرابها من كيفية توصل الجيش المصري لاستنتاجه القائل إن "الجندي المصري قُتل أثناء مطاردته مهربي مخدرات، في حين يجهل الجيش الإسرائيلي كامل ما جرى في اللحظات الأولى"، رغم امتلاك الاحتلال تكنولوجيا عالية تراقب كل ما يتحرك عبر الحدود.
لعلّ الإقرار الإسرائيلي في الدوائر الضيقة بعدم امتلاك المعلومة حول الحادثة الأولى، يؤشر إلى أن روايته إما "ناقصة"، أو تتضمن افتراضات ومبالغات ناتجة عن إرباك، أو أنها رواية مضلِّلة، عن قصد؛ لاستغلالها أمنياً وسياسياً، خاصة أننا أمام رواية وحيدة، هي "إسرائيلية" فقط.

تجاهل إنذار "مسبق"
وكشفت الحادثة النادرة على الحدود الجنوبية بين مصر وفلسطين المحتلة أكثر من إخفاق إسرائيلي. الأول، أن جيش الاحتلال يجهل حتى الآن حيثيات اختراق العَسكري المصري للحدود وقتله أول جنديين إسرائيليين، ثم استهداف اثنين آخرين في كمين نصبه ظهراً في عمق الأراضي المحتلة.
وأما الإخفاق الثاني، كشفته مصادر "المدن"، ومفاده أن الجنديين الإسرائيليين أصدرا إنذاراً "مسبقاً" للوحدات العسكرية المختصة قبل مقتلهما حول وجود حدث أمني، وصاحب الإنذار صوت للرصاص، لكن الغريب أنه لم تتم الاستجابة للإنذار لسبب غير معلوم. وعند إدراك انقطاع الاتصال معهما عقب مدة زمنية طويلة على الإنذار، اكتُشف مقتلهما، لتبدأ عمليات تمشيط آلت إلى تحييد الجندي المصري لاحقاً، مخلفة إصابات إسرائيلية جديدة.
واعتبر صحيفة "معاريف" أن عملية إطلاق النار قرب الحدود المصرية مخطط لها مسبقاً، ولم تكن عن طريق الصدفة، وفق ادعائها.
تجدر الإشارة إلى نقطة الحدود المصرية المذكورة تشهد أسبوعياً إن لم يكن يومياً، عمليات تهريب مخدرات وأسلحة، حيث يعلن الاحتلال مراراً عن إحباط بعضها.
وقالت مصادر فلسطينية داخل أراضي-48 ل"المدن"، إن أكثرية المخدرات التي تدخل إلى إسرائيل قادمة عبر الحدود مع مصر، وتحديداً من خلال المكان الذي شهد التطور الأمني الأخير.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها