شمال سوريا:قتلى وجرحى ونزوح جماعي من محيط خطوط التماس

صعّدت قوات النظام السوري من القصف المدفعي والصاروخي على مناطق شمال غرب سوريا، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين إضافة إلى نزوح عشرات العائلات من محيط خطوط التماس.

وقالت مصادر ميدانية ل"المدن"، إن قوات النظام قصفت مناطق سيطرة الفصائل المعارضة بشكل كثيف خلال الساعات ال24 الماضية، إذ استهدفت بالمدفعية وراجمات الصواريخ قرى وبلدات واقعة في محيط خطوط التماس بين الجانبين في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي الشرقي.

وتركّز القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على قرى وبلدات ريف حلب الغربي، الأتارب وكفرنوران والقصر وكفرعمة، ما أدّى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم طفل في بلدة كفرنوران، فيما تعرض 11 آخرون لجروح نتيجة القصف على ريف إدلب الشمالي الشرقي، وسط حالة نزوح جماعي للعائلات من المنطقة نتيجة التصعيد العسكري.

وأضافت المصادر أن هيئة "تحرير الشام" صاحبة النفوذ في المنطقة، ردّت بقصف مماثل استهدف مناطق سيطرة قوات النظام في "الفوج- 46" بالأتارب في ريف حلب الغربي، كما استهدفت بصواريخ "الكاتيوشا" معسكر جورين في ريف حماة الشمالي الغربي.

وسبق التصعيد الذي بدأ الثلاثاء، عشية مؤتمر "أستانة"، قصف جوي من قبل الطائرات الروسية على أطراف مدينة إدلب، ما أدى إلى دمار كبير بالممتلكات المدنية من دون وقوع إصابات، كما أرسل النظام تعزيزات عسكرية كبيرة من الجنود والآليات والدبابات إلى جبهات القتال مع الفصائل في ريفي حلب الشمالي الشرقي، وإدلب الجنوبي والغربي.

ودان فريق "منسقو استجابة سوريا" التصعيد الأخير من قبل قوات النظام والطائرات الروسية على منطقة خفض التصعيد الأولى (إدلب وما حولها) موضحاً أن أكثر من 24 نقطة تعرضت للقصف خلال الساعات ال24 الماضية.

وقال إن قوات النظام وروسيا تواصل خرق اتفاقية خفض التصعيد في إدلب والمنطقة، مضيفاً أن الفريق سجّل منذ بداية 2023، ألفاً و324 خرقاً من قبلهما.

وطالب الفريق جميع الجهات العاملة بالشأن السوري بالعمل على إيقاف حملة التصعيد العسكرية، مؤكداً أن عشرات العائلات بدأت بتجهيز نفسها للنزوح في حال استمرت الحملة، بينما نزحت عشرات العوائل بالفعل إلى مناطق أكثر أمناً، بعيداً عن محيط خطوط التماس.

وأشار إلى المنطقة غير قادرة على استيعاب حالات نزوح جديدة، في حين لاتزال عشرات العوائل غير قادرة على العودة إلى قراها وبلداتها بسبب سيطرة قوات النظام عليها.

واعتبر أن التصعيد الأخير بمثابة اثبات على زيف التصريحات الروسية الداعية إلى استمرار الحفاظ على وقف إطلاق النار في سوريا، مطالباً المجتمع الدولي بمنع روسيا وقوات النظام من ارتكاب المجازر والأعمال العدائية في الشمال السوري.