يتخوف أهالي تلبيسة في ريف حمص الشمالي الشرقي من اقتحام قوات النظام للمدينة، وذلك بعدما دفعت بتعزيزات عسكرية وأنشأت حواجز جديدة وحصنت أخرى في محيطها.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول تعزيزات عسكرية من قوات النظام إلى أطراف المدينة وتمركزت في الحواجز المحيطة بها، مشيراً إلى تخوف الأهالي من عملية اقتحام برية.
وقال المرصد إن قوات من اللجنة الأمنية والعسكرية في المدينة أنشأت حاجزاً عسكرياً جديداً شرق تلبيسة، يضم عربات مدرعة ثقيلة وسيارات مزودة برشاشات متوسطة، إضافة إلى تمركز 20 عنصراً داخله.
وأضاف أن قوات النظام عززت حاجزاً آخر وحصنته في محيط المدينة، وذلك عبر رفع سواتر ترابية، فضلاً عن قطع طريق زراعي في محيطه لإجبار الأهالي على المرور بالحاجز بعد التأكد من أوراقهم الشخصية، حيث كانوا يتنقلون عبر هذا الطريق بين مدن وقرى ريف حمص الشمالي.
كما أكد وصول تعزيزات عسكرية إلى الحواجز المتواجدة على طريق تلبيسة - جبورين، ومفرق قرية الغنطو غرب المدينة، وذلك بالتزامن مع خروج عناصر حاجز كتيبة الدفاع الجوي إلى الطريق الزراعي الواصل بين مدينة تلبيسة وقرية الغنطو، قبل أن يخضعوا المدنيين لإجراءات أمنية مشددة.
والثلاثاء، عقد رؤساء الأفرع الأمنية اجتماعاً مع وجهاء المدينة من أجل مطالبتهم بالعمل على مكافحة تجارة المخدرات التي يديرها عناصر مرتبطون ب"حزب الله" اللبناني، وإنهاء ظاهرة الخطف بقصد طلب الفدية التي يقف خلفها شخص مقرب من الفرقة الرابعة بالتنسيق مع بعض الأشخاص ضمن المدينة، إضافة إلى مطالبتهم بإنهاء حالات السطو المسلح والسرقة، بحسب المرصد.
وعقب الاجتماع، أصدر الوجهاء بياناً أكدوا خلاله الالتزام بإنهاء حالة الفلتان الأمني وملاحقة تجار المخدرات وعصابات الخطف، إضافة إلى تشكيل فصيل مسلح مؤلف من 300 شخص تابعين للجنة الأمنية والعسكرية في حمص، لتجنّب الحل الأمني الذي لوّح به رئيس شعبة المخابرات العامة اللواء حسام لوقا.
وأكد المرصد أن دفع النظام بتعزيزات عسكرية خلال الساعات ال24 الماضية، يشير إلى أن النظام يحضر لعمل عسكري في المدينة، رغم التزام وجهاء تلبيسة بمطالب الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن المطالبات الأخيرة للوجهاء، ما هي إلا ذرائع من أجل إنشاء حواجز جديدة.
وخضعت مدينة تلبيسة خلال الحرب في سوريا، إلى سيطرة الفصائل المعارضة بعد معارك مع قوات النظام، قبل أن تعيد الأخيرة السيطرة عليها بدعم جوي روسي، وتهجّر المقاتلين والمعارضين إلى الشمال السوري منتصف 2018.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها