الثلاثاء 2023/05/16

آخر تحديث: 12:07 (بيروت)

إدلب:حزب التحرير يدعو لثورة ضد "تحرير الشام"

الثلاثاء 2023/05/16
إدلب:حزب التحرير يدعو لثورة ضد "تحرير الشام"
increase حجم الخط decrease
يتصاعد التوتر بين هيئة تحرير الشام وحزب التحرير بعدما توسع الأخير في نشاطه الاحتجاجي ليشمل مناطق جديدة في ريفي إدلب وحلب. وعمل الحزب على تغيير تكتيكاته في مواجهة خصومه في الوقت الذي تتواصل فيه حملة الاعتقالات ضد أعضائه وأنصاره، وتفرض تحرير الشام قبضتها الأمنية المشددة داخل مناطق انتشاره وحول معاقله الرئيسية شمالي إدلب وفي الأتارب وقرى ريفها شمال غربي حلب.

وبدأ التوتر قبل أكثر من أسبوع، عندما نفذ الجهاز الأمني التابع لتحرير الشام حملة أمنية هي الأوسع ضد أعضاء الحزب في معقلهم الرئيسي في بلدة دير حسان والمخيمات القريبة شمالي إدلب، أسفرت عن اعتقال عدد كبير من الأعضاء الفاعلين في الحزب بينهم مدير المكتب الإعلامي أحمد عبد الوهاب، وعضو المكتب الإعلامي ناصر شيخ عبد الحي، وفي اليوم ذاته اشتبك الجهاز الأمني مع أعضاء الحزب المستهدفين بالحملة واندلعت اشتباكات في بعض النقاط لتسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.

واستمرت عمليات الاعتقال والدهم لتطاول قياديين وأعضاء بارزين في الحزب (زاد عددهم عن 20 معتقلاً) يتوزعون على مناطق أخرى في ريفي إدلب الجنوبي والغربي، ومناطق شمال غربي حلب، بعدما كثفت تحرير الشام من نشر حواجزها الأمنية وطوقت معاقل الحزب الرئيسية وقطعت أوصال مناطق انتشاره للحد من حراك أنصاره الاحتجاجي.

وفي 12 أيار/مايو، أخذ الحراك الاحتجاجي لحزب التحرير مساراً جديداً بعدما انتشرت دعوات لتأسيس التنسيقيات التي من المفترض أن تنظم العمل الاحتجاجي لإسقاط تحرير الشام وحكومتها "الإنقاذ". وفتحت هذه الدعوات الباب كما يبدو لانضمام تيارات أخرى مناهضة لتحرير الشام للمشاركة في التنسيقيات، وعلى رأسها الجماعات والشخصيات المنشقة، والسلفيون من باقي التنظيمات التي فككتها تحرير الشام خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وتضم التنسيقيات المفترضة، والتي تتوزع على مناطق عدة في ريفي إدلب وحلب، مجموعات من الناشطين تعمل على تنظيم فعاليات ثورية ضد تحرير الشام، مثل المظاهرات الليلية، على أن يتم توسيع نشاطها لتخرج في أماكن لا تتوقعها تحرير الشام وتكون سريعة (مظاهرات طيارة) ولا تظهر فيها وجوه المشاركين.

ومن ضمن الفعاليات، كتابة العبارات المناهضة لتحرير الشام، على الجدران في الساحات والأماكن العامة وتوزيع مناشير ورقية تدعو للانتفاضة ضد تحرير الشام وحكومتها.

وتضمنت خطة عمل التنسيقيات التي تداولها السلفيون وأنصار الحزب، بنوداً توصي بنشر الأنشطة الثورية إعلامياً ومجتمعياً على وسائل التواصل الاجتماعي، وخلق ألية لرعاية أهالي المعتقلين الذين يقبض عليهم أمنيو تحرير الشام وكفالتهم، والإخبار عن تحركات أمنيي تحرير الشام وتنقلاتهم ونشر ذلك إعلاميا ليحذر الثوار منهم، وكشف أسماء وصور الأمنيين ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ليتم فضحهم.

وقال مصدر من حزب التحرير في إدلب ل"المدن"، إن "الوضع سيء، والتوتر مع تحرير الشام في تصاعد مستمر، وهي تواصل سياستها القائمة على قمع وظلم وسجن واعتقال واقتحام البيوت وترويع النساء والأطفال".

وقد طُبقت معظم البنود التي تضمنها خطة التنسيقيات المفترضة، فمنذ 12 أيار/مايو، اتبع حزب التحرير سياسة جديدة في أنشطته الاحتجاجية، وذلك من خلال تنظيم الاحتجاجات في ساعات الليل، وتوسيع نطاق انتشارها لتشمل بلدات ومدن الأتارب وإدلب والسحارة وبابكة وأريحا وكفر تخاريم وأطمة ودير حسان وكللي ومخيمات النازحين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها