الخميس 2023/05/11

آخر تحديث: 16:45 (بيروت)

ريف حلب:تكتلات عسكرية "مناطقية"..لمنع تمدد هيئة"تحرير الشام"

الخميس 2023/05/11
ريف حلب:تكتلات عسكرية "مناطقية"..لمنع تمدد هيئة"تحرير الشام"
increase حجم الخط decrease
تشهد مدينة أعزاز والمناطق المحيطة بمعبر باب السلامة الحدودي، توتراً غير مسبوق بين الفصائل المعارضة المقربة من هيئة تحرير الشام، وفصائل أخرى مناهضة لها. ويتزامن التوتر مع تداول معلومات تؤكد اقتراب موعد هجوم تحرير الشام وحلفائها على المنطقة للتمدد على حساب الفصائل فيها، ولتحقيق أهدافها في السيطرة الكلية على مناطق شمال غربي سوريا.

مخاوف جدية

وتبدو مخاوف الفصائل جدية هذه المرة، وبالأخص التشكيلات العسكرية ضمن صفوف "الفيلق الثالث"، ألد أعداء تحرير الشام، والتي تخشى كما يبدو خسارة سيطرتها على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا لصالح "تجمع الشهباء" أبرز حلفاء تحرير الشام في المنطقة، فالفيلق خسر في وقت سابق سيطرته على معبر الحمران قرب مدينة الباب (معبر المحروقات)، والذي كان يعتبر من أهم مصادر تمويله، لصالح أحرار الشام (القاطع الشرقي).
وفي الوقت الذي حققت فيه تحرير الشام اختراقات مهمة في صفوف الفصائل التابعة للجيش الوطني، وأصبحت قادرة على استقطاب تشكيلات جديدة وإغرائها بالمال بعدما هيمنت على القسم الأكبر من عائدات معبر المحروقات، لم يعُد في الإمكان التعويل على الجيش ووزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة للتصدي لأطماع تحرير الشام ومنع تمددها، وهو ما دفع التشكيلات المحلية شمال حلب للبحث عن بديل تعمل من خلاله على تنسيق جهودها العسكرية ولخلق مظلة عسكرية جامعة لها وعلى أساس "مناطقي" للحفاظ على مكتسباتها وإفشال مخططات تحرير الشام.
ومنذ بداية شهر أيار/مايو، بدأت التشكيلات المحلية مساعيها في هذا الاتجاه، وكانت البداية من مارع التي شكل قادة تشكيلاتها وفداً موسعاً ليلتقي بقادة التشكيلات المحلية في أعزاز وبلدة سجو المجاورة، ونتج عن الاجتماع الأول الاتفاق على تشكيل مجلس عسكري موحد، والذي سيمهد لانضمام تشكيلات جديدة في مناطق مختلفة في ريف حلب.
وتوسعت اللقاءات خلال الأيام القليلة الماضية وانضمت الكثير من التشكيلات في مدن وبلدات صوران ومنغ وأخترين وكفر نايا وكفرة وماير وغيرها، ومن المفترض أن تستمر اللقاءات مع ممثلي التشكيلات في باقي مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي وصولاً إلى منطقتي الباب وجرابلس.

مبررات المجلس العسكري

وقالت مصادر عسكرية ل"المدن"، إن "الفصائل باتت تخشى جدياً من تمدد تحرير الشام نحو مناطق سيطرتها في ريف حلب بعدما حققت الأخيرة اختراقات كبيرة في صفوف تشكيلات الجيش الوطني، وبات لديها موالون كثر يتوزعون على عدة مناطق". 
كما عملت تحرير الشام خلال الأسابيع القليلة الماضية على إدخال مجموعات عسكرية إلى المنطقة تتخفى باسم تشكيلات مقربة منها، كتجمع الشهباء، وأحرار الشام-القاطع الشرقي، وفرقتي سليمان شاه والحمزة، والتي من المفترض أن تشارك في عملية "البغي المحتملة على الفصائل"، بحسب المصادر نفسها.
وأضافت أن "سعي التشكيلات المحلية في أعزاز ومارع وباقي مناطق ريف حلب لإنشاء مجلس عسكري موحد، له مبرراته المنطقية في ظل الفشل الذي تعيشه قيادة الجيش الوطني ووزارة الدفاع، فالجيش وبرغم الإصلاحات المزعومة لا يزال مؤسسة شكلية يجمع تحت مظلته فصائل مشتتة ومتصارعة ومنقسمة في ما بينها، والمجلس الموحد الذي يتم العمل على إنشائه كبديل هو خطوة متأخرة، إذ كان من المفترض تأسيسه منذ نهاية 2022، بعدما تكشفت حقيقة أطماع أبو محمد الجولاني بالتوسع والسيطرة على كامل مناطق سيطرة المعارضة".
وأوضحت المصادر أن "التشكيلات المحلية تسعى لإنشاء جسم عسكري مبني على أساس مناطقي، يوفر لها دعماً كبيراً من قبل حاضنتها الشعبية التي ترفض أيضاً دخول تحرير الشام إلى المنطقة"، مشيرة إلى أنه "في حال نجحت المساعي وتم تأسيس غرفة عمليات مشتركة كذراع للمجلس العسكري الموحد فستكون أطماع تحرير الشام بالتمدد نحو المنطقة مستحيلة أو على الأقل ستواجه مقاومة عنيفة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها