الإثنين 2023/03/06

آخر تحديث: 18:27 (بيروت)

حلب:احتجاجات في مجمع سكني اقتحمه نازحون وتحاصره "آفاد" التركية

الإثنين 2023/03/06
حلب:احتجاجات في مجمع سكني اقتحمه نازحون وتحاصره "آفاد" التركية
احتجاجات في مجمع السرور (المدن)
increase حجم الخط decrease
إلى جانب الفساد والفوضى في عمليات توزيع المساعدات الإنسانية، يعيش الأهالي المتضررون من الزلزال في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غرب سوريا أشكالاً جديدة من المعاناة التي زادت أوضاعهم بؤساً، وتمثلت في صعوبة تأمين مساكن بديلة ومؤقتة، وأصبحت الخيمة حلماً للكثير من العائلات المتضررة والمنسية بسبب الفساد والمحسوبية الذي تخلل عمليات الإيواء وتوزيع المساكن والخيام.

وبعد الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة في 6 شباط/فبراير الماضي، اقتحمت مئات العائلات المتضررة مجمعاً سكنياً انتهت أعمال بنائه حديثاً، ويطلق عليه اسم "مجمع سرور السكني"، ويقع على أطراف بلدة يحمول الواقعة في شرق مدينة أعزاز، ويضم قرابة 900 شقة سكنية مبنية من الطوب، وتبلغ مساحة كل واحدة منها 50 متراً مربعاً. 

ويضمّ المجمّع مدرسة ومسجداً ونقطة طبية إلى جانب خدمات البنية التحتية، كشبكات المياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء وغيرها، وقد تكفلت مؤسسة وقف محمود عزيز هدائي بدفع تكاليف البناء.

وحصلت العائلات المتضررة على كميات لا بأس بها من المساعدات الإغاثية وبأنواعها في الفترة التي تلت عملية اقتحامه، لكن الحال تغير بعدما فرضت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) حصاراً جزئياً على ساكني المجمع الذي سكنوه من دون إذن الجهة المنفذة للمشروع السكني ولـ"آفاد" أيضاَ، باعتبارها الجهة الوحيدة التي تشرف على عمل المنظمات والجمعيات في مناطق الفصائل المعارضة، إذ منعت قوافل المساعدات من الدخول إلى المجمع، وأوقفت المنظمات عملها داخله.

وبدأت احتجاجات العائلات المقيمة في المجمع تتصاعد بشكل شبه يومي، وتوعدت بعض التشكيلات المسلحة التابعة للفصائل بإخراج العائلات التي استوطنت الشقق الجاهزة بالقوة، وبأن يتم إخلاءها من جديد كي يتم تسليم الشقق للنازحين في الخيام، وهذا كان الهدف من المشروع.

وقال مصدر محلي في أعزاز لـ"المدن" إن "السبب وراء حصار "آفاد" للمجمع السكني، ومنع المساعدات عنه، ليس فقط بسبب اقتحامه عنوة، ومن دون إذن، بل لأسباب عديدة، حيث استغلت أعداد كبيرة من العائلات غير المتضررة حالة الفوضى التي تلت الزلزال في المنطقة ووضعت أيديها على مساكن ومساعدات لا تستحقها، وتسببت بحرمان مئات العائلات المتضررة فعلاً من السكن، وحرمتها من حصتها من المساعدات". واضاف:"هذا ما جرى في مجمع سرور السكني الذي تسكنه الآن 900 عائلة، معظم العائلات غير متضررة من الزلزال وقدمت من مخيمات النازحين في ريفي حلب وإدلب، في حين أن العائلات المتضررة التي وصلت الى المجمع قادمة من منطقة عفرين وناحية جنديرس التابعة لها لا تتجاوز نسبتها 25 بالمئة". 

وقال مصدر في مجمع سرور السكني لـ"المدن" إن "مبررات الحصار الذي تفرضه (آفاد) ومسؤولين في الفصائل على المجمع السكني قرب أعزاز ليست صحيحة، فبعد الزلزال بستة أيام دخلت مئات العائلات التي تضررت مساكنها بالزلزال في المدن والبلدات المنكوبة، أهمها جنديرس، إلى مجمع سرور السكني، وبعد أيام قليلة منعت (آفاد) دخول المنظمات وصهاريج المياه وحتى سيارات نقل المواد الغذائية والخضار، والطواقم الطبية وسيارات الاسعاف لا تستطيع الدخول، وذلك للضغط على السكان للخروج من المجمع". 

وأضاف:"الغالبية العظمى من العائلات متضررة وفقدت منازلها في الزلزال بعكس ما زعمت الافاد، والعائلات المتسلقة وغير المتضررة والتي أتت إلى المجمع أعدادها قليلة".

وقال: "احتجاجات الأهالي ستتواصل في المجمع السكني إلى حين فك الحصار عنه، والسماح بتدفق المساعدات للمتضررين مجدداً، ولن يقبل الأهالي بالخروج لأنهم ببساطة لن يجدوا مسكناً بديلاً في ظل حالة الفوضى والعشوائية التي تعيشها المنطقة، فالحصول على خيمة أصبح حلماً بعدما ارتفعت أسعارها في السوق السوداء، حتى وإن كان لديك خيمة لا تعرف أين يمكنك وضعها من دون مضايقات، ويصعب الحصول عليها مجاناً من المنظمات والمجالس المحلية التي تعاني من الفساد والمحسوبية في عمليات التوزيع".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها