إسرائيل:ائتلاف نتنياهو يتصدع ..والتعديلات القضائية قيد التأجيل

ويعقد نتنياهو مداولات مع رؤساء أحزاب الائتلاف قبيل إلقاء خطابه. فيما يتظاهر ناشطون من اليمين قبالة الكنيست دعماً للخطة القضائية.

تفجير الائتلاف

وكان من المقرر أن يلقي نتنياهو الخطاب في العاشرة صباحاً، لكن تم تأجيله في أعقاب تهديد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بإسقاط الحكومة في حال تعليق تشريعات الخطة القضائية.

وتسود خلافات بين أعضاء الائتلاف الحكومي تهدد بانهياره. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزير المالية يتسليل سموتريتش أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو لوقف التشريعات القضائية، لكن ين غفير يهدد بإسقاط الحكومة.
وأفاد رئيس الكنيست الإسرائيلي الاثنين، بأن أغلبية الائتلاف الحاكم رفضت مقترحاً قدمته المعارضة لإجراء تصويت لحجب الثقة عن الحكومة. وقال إن المقترح رُفض بأغلبية 59 صوتاً مقابل موافقة 53 صوتاً.

وفي وقت سابق الاثنين، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الحكومة إلى وقف الإجراءات المتعلقة بالتعديلات القضائية. وقال في تغريدة: "من أجل وحدة شعب إسرائيل ومن أجل المسؤولية، أدعوكم إلى وقف الإجراءات التشريعية على الفور".

وكان نتنياهو قد أجرى مداولات ليل الأحد، حول إمكانية تعليق الخطة القضائية. وأيّد عدد من وزراء "ليكود" تعليق التشريعات، وكذلك حزبا "شاس" و"يهدوت هتوراة" الحريديين.

وأبلغ وزير التربية والتعليم يوآف كيش، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، المقرب جداً من نتنياهو، الأخير خلال المداولات الليلية أنهما يؤيدان وقف التشريعات. كذلك أعلن الوزراء ميكي زوهار وعَميحاي شيكل ونير بركات عن تأييدهم لوقف التشريعات. وقال بركات: "سأدعم قرار رئيس الحكومة بالتوقف وإعادة التفكير بالخطة" القضائية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قياديين في "ليكود" قولهم إن وزير القضاء ياريف ليفين، الذي يقود خطة إضعاف القضاء، "يجب أن يستقيل، فقد وضع إسرائيل عند شفا حرب أهلية". واعترض ليفين بشدة على وقف التشريعات وهدد بالاستقالة. وقال وزير من الليكود إن "ياريف ليفين يريد حرق الدولة، وهو مصاب بجنون ويهدد بيبي بألا يوقف التشريعات. ونتنياهو أسير بأيدي ليفين والدولة تحترق".

وأفادت مصادر مقربة من محاكمة نتنياهو بأن محاميه الشخصي بوغاز بن تسور، أبلغه بأنه إذا لم يتم تعليق التشريعات لن يتمكن من تمثيله.

ونزل عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع ليل الأحد، احتجاجاً على إقالة غالانت، بعد دعوته إلى تجميد خطة التعديلات القضائي. بينما أعلن الجيش عن رفع حالة التأهب بعد "فقدان السيطرة" على المتظاهرين.

وعبّرت الولايات المتحدة الأحد عن "قلقها الشديد" حيال الوضع في إسرائيل، داعية إلى إيجاد "تسوية". وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان: "نشعر بقلق عميق إزاء أحداث اليوم في إسرائيل والتي تؤكد مجددا الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية". وأضافت أن "القيم الديموقراطية كانت دائماً، ويجب أن تظل، سمة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

حكومة مشعلي حرائق

وأدخلت التعديلات القضائية التي يحاول ائتلاف نتنياهو تمريرها، إسرائيل في أزمة دستورية. وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "نتنياهو ليس على استعداد للمخاطرة بالزج بالبلاد في أزمة دستورية فحسب، بل إنه على استعداد لأي شيء يمكِّنه من تمرير قانون يسمح لائتلافه باختيار قضاة المحكمة العليا الجدد".

وقالت إن الهدف الحقيقي لنتنياهو هو أن يصبح قادراً على تقرير من سيكون القضاة الذين يمكنهم، يومًا ما، وفي وقت غير بعيد، الاستماع إلى استئناف في قضية الرشوة الخاصة به.

واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو هو الآن الرئيس العام لحكومة من مشعلي الحرائق المستعدين لإشعال النيران في البلاد فقط حتى يتمكنوا من هدم القضاء الذي لا يناسب أجندتهم وإرساء هيمنتهم.