الخميس 2023/03/02

آخر تحديث: 12:13 (بيروت)

أريحا تكسر هدوءها النسبي..إيذانا بتحولها إلى ساحة للمقاومة المسلحة؟

الخميس 2023/03/02
أريحا تكسر هدوءها النسبي..إيذانا بتحولها إلى ساحة للمقاومة المسلحة؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
شكلت التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدتها أريحا عموماً، ومخيم عقبة جبر خصوصاً، مؤشراً إضافيا على أن الميدان في الضفة الغربية يشهد متغيرات غير مسبوقة على صعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
فأريحا شهدت خلال أسابيع عدداً من عمليات إطلاق النار، أدى أحدثها إلى مقتل مستوطن قبل أن يتم اعتقال الخلية المتهمة بتنفيذ العملية إثر اقتحام مخيم عقبة جبر، بعد فترة على اغتيال أفراد خلية أخرى زعم الاحتلال أنها نفذت عملية إطلاق نار لم تسفر عن إصابات.

أريحا تقلق الاحتلال
واعتُبرت الحالة الميدانية المستجدة في أريحا متغيراً مقلقاً بالنسبة للأوساط الأمنية الإسرائيلية؛ ذلك أن هذه المحافظة الفلسطينية المعروفة بطقسها الحار طالما صُنّف ميدانها بالهادئ نسبياً مقارنة بمحافظات الضفة الغربية الأخرى، حتى أنها في غمرة الانتفاضة الثانية لم تكن ساخنة، ولم تنشط فيها تشكيلات لافتة للمقاومة المسلحة كبقية مناطق الضفة.
وقال مصدر من مخيم عقبة جبر ل"المدن"، إن أريحا بالرغم من اعتبارها هادئة نسبياً في السنوات الماضية من حيث المواجهات ووتيرتها، إلا أن هذا لا ينفي دور المحافظة كساحة لوجستية مهمة على صعيد تحرك المقاومة الفلسطينية في السنوات الفائتة، واستخدامها كممر لتنفيذ عمليات في مناطق أخرى.
وأشار المصدر إلى أسباب متعددة دفعت إلى تحييد المنطقة على مدى سنوات من المواجهة العسكرية الزخمة، أبرزها أن القوى الأمنية الفلسطينية تتركز فيها باعتبارها مقرّ تدريب مركزي لها، إضافة إلى أن نقاط الاحتكاك مع الاحتلال ليست على نحو سهل للمواجهة، فضلاً عن خصوصيتها كممر بري للسفر إلى الأردن والعالم الخارجي.

قطار التصعيد
وتحت عنوان: "قطار التصعيد الأمني خرج عن السيطرة ومن الصعب كبحه"، تقول صحيفة "معاريف" إن المستويات الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن هجوم الأغوار قرب أريحا قبل أيام ليست الإشارة الأولى التي تدل على أن المنطقة تزداد سخونة بصورة غير مسبوقة، ربما منذ بداية الألفية الثالثة.
وقال المحلل العسكري للصحيفة تال ليف رام إنه حتى في السنوات الصعبة ظلت أريحا المزدهرة نسبياً خارج دائرة التصعيد، معتبراً أن الهجوم المسلح الأخير شمال البحر الميت يبدو أكثر تخطيطا من هجمات أخرى. وتابع أن "المهاجمين استخلصوا الدروس وقاموا باستعدادات مسبقة تجلّت في الهجوم، من بين ذلك تأمين طريق للفرار وإحراق السيارة والهرب بسيارة أُخرى".
وفي محاولة لتحييد أريحا، يروج الاحتلال لسياسته القائمة على تفريق جيشه من ملاحقة منفذي العمليات وباقي سكان المنطقة، فيما قال قائد جيش الاحتلال في أريحا والأغوار "إن المنطقة معروفة بهدوئها النسبي ويريد أن تعود كذلك".

عملية فردية أو جماعية؟
الواقع، أن المعالجات الأمنية الإسرائيلية بخصوص عملية أريحا الأخيرة ومنفذيها وخلفيتهم التنظيمية كشفت عن تناقضات في رواية الاحتلال، فبينما سارعت إلى الحديث عن ارتباط المنفذين تنظيمياً بحركة حماس وأنهم عبارة عن خلية، رصدت "المدن" إفادات عسكرية إسرائيلية أشارت إلى استمرار التحقيق مع المعتقلين الأربعة لمعرفة إن كان الحديث يدور عن خلية أو تنتمي لجهة معينة.
وقدّر المحلل العسكري إيال عالميا في حديثه لقناة "مكان"، أن منفذ العملية شخص واحد وأن البقية ربما قاموا بمساعدته، مشيراً إلى أن التحقيقات ستجيب على التساؤلات.
ومما يؤكد على انعدام الإجابات الإسرائيلية الكاملة هو ما رصدته "المدن" من إفادات عبرية تشير إلى أن عملية وصول قوات الاحتلال إلى منفذي العملية بدأت مساء الثلاثاء حينما توفرت معلومات أولية لدى جهاز "الشاباك"، لتتحرك قوات الاحتلال إلى مخيم عقبة جبر على ضوء توفر "معلومات أكثر دقة" بعد ظهر الأربعاء، وخاصة المنزل الذي تواجد فيه الفلسطينيون الملاحقون، لتتم محاصرة المنزل.
وخلال الحصار، زعم الإعلام العبري أن اثنين من المحاصرين حاولا الانسحاب من المكان عبر دراجة نارية، لكن رصاص الاحتلال أدى إلى استشهاد أحدهما واعتقال الثاني وبقية الشباب، ليصل عدد المعتقلين إلى أربعة أشخاص.
وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال استولت على مسدس أثناء اعتقال الفلسطينيين الأربعة، واعتبرته تل أبيب "أداة لعملية الأغوار"، ما عزز الاعتقاد بأن العملية تتخذ بعداً فردياً في سياق انتفاض الفلسطينيين بشتى الوسائل غضباً من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها