وقال صفحة الرئاسة السورية على "فايسبوك"، إن الأسد وصل برفقة زوجته أسماء الأخرس ظهراً في زيارة رسمية إلى أبو ظبي، مضيفةً أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان كان باستقبال الأسد لدى وصوله إلى مطار الرئاسة.
ورافقت طائرات حربية إماراتية الطائرة التي تقل الأسد وزوجته لدى دخولها المجال الجوي للإمارات "ترحيباً بزيارته"، كما جرت للأسد مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى قصر الوطن، قبل أن يبدأ محادثات مع آل نهيان، بحسب الصفحة.
ولفتت الصفحة إلى أن عدداً من الشخصيات الرفيعة الإمارتية كانت باستقبال الأسد في قصر الوطن، موضحةً أن وفد الأسد يضم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ووزير شؤون رئاسة الجمهورية ووزير الإعلام ونائب وزير الخارجية.
واعتبر الأسد خلال لقائه بن زايد، أن "مواقف الإمارات دائما كانت عقلانية وأخلاقية"، وأن "دورها في الشرق الأوسط هو دور إيجابي وفعال لضمان علاقات قوية بين الدول العربية"، مشدداً على أن هذا الدور "يتقاطع مع رؤية سوريا في ضرورة تمتين العلاقات الثنائية بين الدول العربية وصولاً الى العمل العربي المشترك والذي يشكل الانعكاس المنطقي لما يجمع بين هذه الدول وشعوبها ويحقق مصالحها".
وشكر الأسد، بن زايد وأركان دولة الامارات والشعب الاماراتي "على ما قدموه من دعم للشعب السوري لمواجهة كارثة الزلزال"، واصفاً الدور الإنساني للامارات في مساعدة سوريا لتجاوز آثار كارثة الزلزال المدمر بأنه "دور فعال وحمل في طياته محبة صادقة واندفاعاً أخوياً نقيّاً".
من جهته، شدد بن زايد على أهمية عودة سوريا لمحيطها العربي وبناء الجسور وتمتين العلاقات بين كل الدول العربية لفائدة وصالح شعوبها. كما أكد بن زايد أن الإمارات تقف مع سوريا "قلباً وقالباً، وستستمر في التضامن والوقوف مع الشعب السوري فيما تعرض له جراء الحرب وجرّاء الزلزال، ومواصلة تقديم مختلف أنواع المساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في هذا المجال".
ولا تعتبر زيارة الأسد الثانية للإمارات منذ استعادة العلاقات الدبلوماسية بين أبو ظبي ودمشق، مفاجئة، إذ أن وسائل إعلام مقربة من الإمارات والسعودية كشفت قبل نحو شهر، عن استعداد الأسد لزيارة سلطنة عُمان والإمارات عقب الزلزال، لكن المفاجئ هو استقبال الأسد بشكل رسمي وكرئيس دولة، عكس ما كان عليه الحال خلال زيارته الأولى في آذار/مارس 2022.
وكان الأسد قد زار عُمان بعد نحو أسبوعين على وقوع الزلزال، في ثاني زيارة عربية وخليجية منذ اندلاع الاحتجاجات ضده في 2011، حيث حظي بمراسم استقبال رسمية أيضاً، وكان باستقباله في المطار السلطاني الخاص، السلطان العُماني هيثم بن طارق.
وتأتي زيارة الأسد لأبو ظبي، بعد يومين على إنهاء زيارته إلى روسيا التي استمرت 3 أيام، التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخرج في تصريحات خلال مقابلات متلفزة على وسائل الإعلام الروسية أهمها الإشارة إلى موافقته على زيادة الجيش الروسي عديد قواعده في سوريا، وتأكيده على شرط جدولة انسحاب القوات التركية حتى يمضي بمسار التطبيع مع أنقرة.
ويُعد التحرك الإماراتي جزءاً من التحرك العربي نحو إعادة الأسد ونظامه إلى "الحضن العربي"، ومنفصلاً بخطوات تطبيع منفردة مع الأسد إذ كانت أول دول عربية تعيد العلاقات الدبلوماسية معه منذ نبذه عربياً في 2011، جرّاء قمعه الوحشي للمتظاهرين السلميين، وما تلاه من تدمير ممنهج للمدن والقرى السورية.
وهذا التحرك العربي، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن عدد من شروطه. وقالت إن الدول العربية اقترحت تقديم مساعدات بمليارات الدولارات لإعادة إعمار سوريا، وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام.
لكن في مقابل المليارات، طلبت من الأسد التعاون مع المعارضة السياسية، والقبول بنشر قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، إضافة إلى وقف إيران عن توسيع وجودها في سوريا، ووقف تهريب المخدرات.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها