السبت 2023/03/18

آخر تحديث: 17:31 (بيروت)

لماذا تجاهلت تحرير الشام مقتل أميرها في درعا؟

السبت 2023/03/18
لماذا تجاهلت تحرير الشام مقتل أميرها في درعا؟
increase حجم الخط decrease
اتهم منشقون سلفيون زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني والقادة المقربين منه في الصف الأول، بتجاهل حادثة مقتل ممثلهم ومندوبهم في محافظة درعا جنوبي سوريا خلال اشتباك مع قوات الشرطة التابعة للنظام السوري، وانشغالهم بالاستثمار في احتفالات الذكرى 12 للثورة السورية، والتعزية بوفاة ابنة حليفهم، قائد فرقة سليمان شاه، محمد الجاسم (أبو عمشة) بريف منطقة عفرين.

وقالت مصادر محلية في محافظة درعا جنوبي سوريا ل"المدن" أنه "في 9 أذار/مارس، قتل 3 عناصر من شرطة النظام السوري بعدما استهدف مسلحون ملثمون سيارتهم قرب بلدة خربة غزالة، على أوتوستراد دمشق–درعا، ومن بين المهاجمين، عمران سليمان الراجح (أبو الهيجاء حيط)، والذي قتل خلال الاشتباكات التي جرت بعد عملية الاستهداف وهو قيادي سابق في "جبهة النصرة" في مناطق حوران، وقد وصل إلى المنطقة قبل أشهر قادماً من الشمال السوري، بحسب المصادر.

وكان منشقون سابقون وسلفيون مناهضون لتحرير الشام كشفوا أواخر العام 2022، أن الجولاني أرسل أبو الهيجاء من إدلب إلى درعا منتصف 2022، كي يتسلم إمارة تحرير الشام التي كانت تنشط مجموعاتها في ريف درعا الغربي، وتحدثت تسريبات السلفيين حينها عن لقاء جرى بين أبو الهيجاء جمعه برئيس الأمن العسكري في درعا لؤي العلي.

وكان أبو الهيجاء من بين مجموعات تتبع لتحرير الشام في إدلب، وصلت إلى محافظة درعا تباعاً خلال السنوات التي تلت 2019، ويبدو أن تسريبات السلفيين، ودعوة المنشق السابق، السلفي المصري، طلحة المسير (أبو شعيب المصري) قادة تحرير الشام الى مناظرة يقدم خلالها دلائله حول نشاط مجموعات تحرير الشام في الجنوب، وإرسال الأخيرة مقاتلين وتنصيب أبو الهيجاء كأمير هناك ولقائه بمسؤولين أمنيين في النظام السوري، جميعها وضعت تحرير الشام في موقف حرج أمام أنصارها، وهو ما دفع زعيمها وأبرز قادتها لتجاهل حادثة مقتله وكأنها لم تحصل.

وقال طلحة المسير على "تلغرام": "أمس قتل أبو الهيجاء مندوب الجولاني في درعا، فتجاهله الجولانيون وإعلامهم الرسمي والرذيل ولم يذكره الجولانيون الخونة بكلمة، ولكن مشاعرهم ملتهبة مع المفسد أخيهم الحبيب أبي عمشة، هذه قيمتك يا جندي الجولاني عندهم".

وقال مصدر سلفي ل"المدن" أنه "في الوقت الذي خسرت فيه إمارة تحرير الشام في الجنوب السوري أميرها على يد النظام، كان قادتها، بينهم السلفي العراقي، أبو مارية القحطاني، وجهاد عيسى الشيخ، وأبو هاجر الهاشمي، منشغلين بتأدية واجب العزاء بوفاة ابنة حليفهم في البغي والفساد، قائد فصيل سليمان شاه، أبو عمشة في معقله بناحية الشيخ حديد".

ويضيف: "أما زعيمهم الجولاني كان منشغلاً بالاستثمار في مناسبة ذكرى الثورة، ويجري الزيارة تلو الأخرى على التجمعات الاحتفالية والخيام والمعارض الفنية التي أقيمت لأجل المناسبة في عدة مناطق، ومعه فريق من المصورين الحريصين على التقاط حركات زعيمهم الأسطوري".

ويتابع: "لا أستبعد أن تكون حادثة مقتل ممثل الجولاني وموفده في درعا حدثاً مفرحاً لهم، وهو بمثابة طي للملف الذي شكل حرجاً لقيادة تحرير الشام بعدما افتضح أمر اللقاء مع مسؤولين أمنيين في النظام، هذه عادة الجولاني، من يحرق بطاقته من العناصر والقادة، لا قيمة له، ويصبح من الماضي ويتم تجاهله برغم الخدمات التي قدمها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها