الخميس 2023/03/16

آخر تحديث: 18:42 (بيروت)

اللقاء الرباعي لم ينعقد في موسكو..بسبب شروط النظام السوري

الخميس 2023/03/16
اللقاء الرباعي لم ينعقد في موسكو..بسبب شروط النظام السوري
increase حجم الخط decrease
فشلت روسيا في عقد اجتماع رباعي كان من المقرر أن يُعقد على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري يومي 15 و16 آذار/مارس، ليبدو أن المسعى الروسي قد اصطدم بالمواقف المتباينة لتركيا والنظام السوري بخصوص الوجود العسكري التركي في الشمال السوري.
ولم يصدر عن أي طرف تفسيرات لأسباب إرجاء الاجتماع الذي كان سيمهد الأرضية لاجتماع رباعي على مستوى وزراء الخارجية. وقالت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصدر دبلوماسي تركي إن "الاجتماع أرجئ لموعد لم يتحدد بعد". فيما أفادت قناة "NTV" التركية بأن الاجتماع قد تأجل لأسباب فنية، من دون تحديد موعد جديد.
وتتقاطع تفسيرات محللين تحدثوا ل"المدن" حول أسباب عدم انعقاد الاجتماع عند استمرار النظام السوري في العرقلة، والتعامل من جانبه بحذر شديد مع مسار تطبيع علاقاته مع تركيا.
ويقول المحلل السياسي المقرب من الخارجية الروسية رامي الشاعر ل"المدن"، إن "تأجيل الاجتماع سببه استمرار دمشق في محاولات عرقلة البدء في أي جهود يمكن أن يكون لها دور للبدء بعملية الحوار الجدي بين المعارضة والنظام والبدء بالانتقال السياسي السلمي إلى نظام جديد في سوريا يشارك فيه الجميع".
ويضيف أن النظام لا يريد أن يشاركه أي طرف في السلطة، حيث يدرك أن تسوية العلاقة مع تركيا وخروج تركيا من سوريا يمكن أن يحدث فقط في حال ضمان أن نظام التهدئة سيبقى سائداً في الشمال السوري، وأن ذلك يتطلب التوصل إلى توافق سوري-سوري والبدء في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وزراء الخارجية
ورداً على سؤال حول إمكانية انعقاد الاجتماع قريباً، يقول الشاعر إن "روسيا ودول مجموعة أستانة تصر على ذلك". ويضيف "أعتقد أن الوضع الآن سيحتاج إلى تجاوز اللقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية، وسيتم التحضير للقاء على مستوى وزراء الخارجية، ودمشق لن يكون أمامها غير التجاوب مع ذلك".
وكانت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري، قد تحدثت خلال الأسبوع الأخير لمرتين على التوالي، عن عدم موافقة النظام السوري على المشاركة في الاجتماع، ما لم تحصل دمشق على تعهدات من الجانب التركي.
ويبدو أن الضغوط الروسية على رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي يزور موسكو لم تكُن كافية، وهو ما يمكن تلمسه من خلال ترحيب الأسد بأي مقترحات من روسيا لإقامة قواعد عسكرية جديدة أو زيادة عدد قواتها في سوريا، حسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية، معتبراً أن "الوجود العسكري الروسي في بلاده لا يتعين أن يكون مؤقتاً".
ووفق مصادر "المدن" فإن تصريحات الأسد بهذا الخصوص تأتي رداً على المطلب الروسي بالانخراط الجاد في مسار التطبيع مع تركيا، حيث أراد الأسد أن يقول لروسيا إنه "على أتم الاستعداد لتقديم تنازلات لروسيا في مجال تواجدها العسكري، لكن الأمر يختلف بالنسبة لتركيا".
وفي السياق، لا يرى الكاتب الصحافي المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد في حديث ل"المدن"، أي سبب لعدم انعقاد الاجتماع الرباعي حتى الآن، سوى "تعنت" النظام السوري وشروطه التي وضعها أمام الأتراك.

لقاء أردوغان الأسد 
من جانب آخر، يجزم الشاعر بحتمية اللقاء بين الرئيس التركي والأسد، ويقول: "اللقاء سيجري لأن تركيا جاهزة، والأتراك أكدوا أنهم لا ينوون البقاء في سوريا".
ويضيف "باعتقادي الخاص الأهم من كل ذلك الحفاظ على نظام التهدئة والذي تلعب تركيا دوراً أساسياً فيه، خاصة في الشمال السوري، لذلك خروج تركيا يرتبط بالتوصل إلى تفاهم واتفاق بين دمشق والمعارضة السورية المتواجدة في الشمال السوري".
وحسب الشاعر، فلتركيا الدور الأساسي في ترتيب ذلك، ويقول: "لذلك من المهم جداً أن يجري اللقاء بين أردوغان والأسد، وروسيا تسعى إلى ذلك، وهذا ما سيحدث قريباً بعد اللقاء على مستوى وزراء الخارجية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها