طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من وزرائه، الامتناع عن لقاء مسؤولين أميركيين، بحسب ما ذكرت (12) الإسرائيلية.
وأفادت القناة العبرية بأن "نتنياهو أمر وزراءه بالامتناع عن عقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين إلى أن يوجه له البيت الأبيض دعوة رسمية لزيارة واشنطن، والاجتماع بالرئيس جو بايدن".
وأشارت القناة إلى أن "القلق يساور بنيامين نتنياهو من عدم توجيه البيت الأبيض دعوة له لزيارة واشنطن وقد مضى على حكومته قرابة الثلاثة أشهر".
استياء أميركي
ويشير عدم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض إلى استياء الولايات المتحدة الواضح من سياسات حكومته اليمينية. وأحجم البيت الأبيض عن تأكيد ما إذا كان سيدعو نتنياهو للزيارة. وأحال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "رويترز"، إلى الحكومة الإسرائيلية للحصول على معلومات حول خطط سفر رئيس الوزراء.
وقالت القناة الإسرائيلية إن نتنياهو قال لوزرائه بأن "لا يلتقوا أي مسؤول أميركي حتى لو تواجدوا في الولايات المتحدة، وذلك إلى حين تلقيه دعوة رسمية للقاء بايدن".
وقبل أيام، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على ضرورة خفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإعادة الهدوء قبل شهر رمضان، وذلك على خلفية التوترات الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، خاصة الضفة الغربية.
كذلك يشكل موضوع "إصلاح القضاء" الذي تطرحه حكومة نتنياهو المتطرفة إشكالات في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وسط تظاهرات حاشدة تشهدها إسرائيل بعنوان "مقاومة الدكتاتورية".
وكان الرئيس الأميركي قد أطلق تصريحات الأسبوع الماضي، تشي بعمق الخلاف مع حكومة نتنياهو. وأشار موقع ناشونال إنترست إلى أن بايدن قال إن ما على المحك أولاً وقبل كل شيء هو القيم الديمقراطية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال بايدن إن "عبقرية الديمقراطية الأميركية والديمقراطية الإسرائيلية هي أنهما مبنيتان على مؤسسات قوية، وعلى الضوابط والتوازنات، وعلى قضاء مستقل. وبناء توافق في الآراء بشأن التغييرات الأساسية مهم حقا لضمان أن يتقبلها الناس حتى يمكن استدامتها".
تغيير سياسات
ونقلت وكالة "رويترز" عن ديفيد ماكوفسكي، وهو مستشار كبير سابق للمبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية ويعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن "الرسالة التي يريدون إرسالها بوضوح هي: إذا اتبعت سياسات مرفوضة، فإنه ليس من حقك الجلوس في المكتب البيضاوي".
ويرى كثيرون أن عدم زيارة نتنياهو للبيت الأبيض يؤكد رغبة إدارة بايدن في رؤية سياسات مختلفة في إسرائيل، لكن في الوقت نفسه يراه منتقدون أنه إحجام عن اتخاذ خطوات فعالة.
وقالت سارة يركس، وهي كبيرة الباحثين في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وعملت سابقاً في وزارة الخارجية الأميركية على رسم سياسات تجاه إسرائيل والفلسطينيين، إن التصريحات الأميركية حول الأحداث في إسرائيل غالباً ما تضمنت "لغة نمطية محبطة"، وأضافت "كان من المحبط رؤية هذا الافتقار إلى الشدة في أي من الردود الأميركية".
وتابعت: "لا يمكن معاملتهم بنفس الطريقة اللبقة التي يعاملون بها دائماً، لأنهم في طريقهم إلى أن يصبحوا دولة غير ديمقراطية".
محادثات بلا انتقادات
ونقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن إدارة بايدن تفضّل المحادثات الهادئة على الانتقادات العلنية، خاصة في ما يتعلّق بالأزمة الدائرة حول التعديلات المقترحة لقوانين السلطة القضائية الإسرائيلية. وأضاف أن "أي شيء يمكن أن نقوله بشأن المقترحات المعنية من المحتمل أن تكون له نتائج عكسية للغاية".
بدوره، قال العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ كريس ميرفي إنه يأمل أن تستمر الإدارة في توجيه رسالة واضحة إلى إسرائيل. وقال: "أود بالتأكيد أن أرى الإدارة ترسل إشارة قوية مفادها بأنه يتعين علينا الحفاظ على دعمنا لدولة فلسطينية مستقبلية، وأن القرارات التي تتخذها حكومة نتنياهو الآن تعرض هذا المستقبل للخطر بشكل كبير".
ونادراً ما انتقد قادة الولايات المتحدة السياسات الإسرائيلية، منذ أن نصح وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر إسرائيل في عام 1989 بعدم اتخاذ خطوات تجاه ضم الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات. ويقول بايدن، المنتمي للحزب الديمقراطي وينعت نفسه بـ"الصهيوني"، إنّ دعم الولايات المتحدة لإسرائيل "لا يتزعزع".
وقال المفاوض الأميركي المخضرم في ملف السلام في الشرق الأوسط دنيس روس إن "الميول الشخصية لبايدن تجعل من الصعب جداً عليه تبنّي موقف شديد الصرامة تجاه إسرائيل".
وأضاف "انه يفضل تنحية الشرق الأوسط جانباً حتى يتمكن من التركيز فقط على روسيا وأوكرانيا والصين. للأسف، الشرق الأوسط لديه طريقة في فرض نفسه إذا لم نبادر بما يكفي للسيطرة على الأوضاع".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها