الأربعاء 2023/03/15

آخر تحديث: 12:12 (بيروت)

ريف حماة:قوات النمر تدمر القرى لمنع الأهالي من العودة

الأربعاء 2023/03/15
ريف حماة:قوات النمر تدمر القرى لمنع الأهالي من العودة
increase حجم الخط decrease
تمنع مليشيات محلية موالية لقوات النظام السوري الأهالي من العودة إلى قراهم في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، برغم وقوعها والمناطق المحيطة بها، تحت سيطرة النظام منذ سنوات وبُعدها عن الجبهات مع فصائل المعارضة السورية.

ورفض "فوج البواسل" التابع للفرقة 25 مهام خاصة (قوات النمر سابقاً) عودة النازحين داخل مناطق النظام، من أهالي قرى الرملة والكريم والأشرفية وقبر فضة في سهل الغاب، إلى قراهم مؤخراً. وهددت مجموعات الفوج المنتشرة داخل القرى وفي محيطها باستهداف الأهالي في حال اقتربوا من منازلهم وأراضيهم الزراعية التي تطوقها الألغام المتفجرة.

وعانى سكان القرى الأربع منذ انطلاقة الثورة السورية في العام 2011، من الحصار ومن ثم النزوح، بسبب محاذاة قراهم للقرى الموالية للنظام السوري، بالإضافة إلى كونها تقع إلى الغرب من نهر العاصي، أي كانت شبه معزولة طبيعياً عن باقي مناطق المعارضة في مناطق سهل الغاب، وتحولت على مدى سنوات طويلة إلى منطقة عسكرية بسبب وقوعها ضمن خطوط التماس بين النظام والمعارضة. وفي الفترة ما بعد العام 2015 أصبحت تضم مرابض المدفعية والصواريخ التابعة لقوات النظام والمليشيات، وتضم أهم نقاط تمركزها في سهل الغاب شمال غربي حماة.

وقال مصدر محلي في سهل الغاب ل"المدن"، إنه بعد العام 2019 أصبحت الجبهات مع المعارضة بعيدة عن القرى الأربع المذكورة، بعد أن "وسّعت قوات النظام سيطرتها في سهل الغاب خلال العمليات العسكرية التي دعمتها روسيا، وتمددت نحو الشمال على حساب المعارضة، وقضمت المزيد من المناطق وتغيرت خطوط التماس، وخريطة السيطرة بين الطرفين"، مضيفاً انه "لم يعد هناك مبرر لتسميتها منطقة عسكرية، لكن المجموعات المحلية من فوج البواسل التابعة لقوات النمر اعتبرتها مناطق نفوذ لها ومنعت الأهالي من العودة".

وقدّر المصدر أعداد الأهالي في القرى الأربع بحوالي 25 ألف نسمة، نزح قسم منهم نحو مناطق سيطرة النظام في مدينة حماة والريف القريب، وقسم آخر نزح نحو مناطق سيطرة المعارضة في إدلب. وأوضح أنه "منذ بداية العام 2023 كثرت مطالب النازحين بالعودة إلى قراهم واستعادت أملاكهم وأراضيهم الزراعية، وخصوصاً أولئك المقيمين في مناطق النظام، لكن المحاولات فشلت حتى الآن، فيما تحاول مليشيا فوج البواسل إسكات الأهالي أصحاب الأملاك الزراعية الكبيرة بدفع إيجارات أراضيهم".

وأشار المصدر إلى أن "فوج البواسل" الذي يتزعمه باسل محمد، المقرب من العميد سهيل الحسن، يضم في صفوفه مقاتلين ينحدرون من القرى الموالية (العلوية) المحيطة بالقرى الأربع"، لافتاً إلى أن "هناك كما يبدو مخططاً غير معلن يهدف إلى منع أهالي القرى من العودة، فهي مدمرة بشكل شبه كامل، ليس بسبب القصف والمعارك السابقة بين قوات النظام والفصائل المعارضة وحسب، بل بسبب سياسة التدمير والتعفيش التي اتبعتها المليشيات المحلية".

وأضاف أن مجموعات النمر فككت الجدران والأسقف البيتونية، وخربت كل المرافق العامة، كشبكات مياه الصرف والكهرباء، وقامت بقطع الأشجار بعد أن نهبت البيوت وأحرقتها. وقال: "يريدون محو القرى الأربع كلياً كعقاب للأهالي الذين شاركوا في الثورة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها