شهدت العاصمة الروسية موسكو الأربعاء، أول لقاء رسمي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد حضره مسؤولون من الجانبين، كما أجرى الرئيسان اجتماعاً آخر مغلق، إضافة إلى لقاءات ثنائية بين وزراء الدفاع والخارجية في البلدين.
دعم بوتين
ووصل الأسد إلى روسيا الثلاثاء، على رأس وفد وزاري كبير ضم وزيري الدفاع والخارجية. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الجانبين سيناقشان العلاقات الروسية- السورية، والتعاون في سياق إعادة إعمار سوريا بعد الحرب، وكذلك استمرار التسوية السورية، بما في ذلك التطبيع التركي مع النظام.
وقالت وكالة "تاس" الروسية، إن بوتين أكد خلال لقائه مع الأسد على أن العلاقات بين الجانبين "تشهد تطوراً كبيراً"، مشيراً إلى أن بلاده تعاملت مع النظام السوري مثل "صديق مخلص" للتخفيف من المعاناة التي خلّفها الزلزال الذي ضرب سوريا فجر 6 شباط/فبراير.
وقال بوتين: "بفضل جهودنا المشتركة والمساهمة الحاسمة للقوات الروسية في سوريا، تم تحقيق نتائج مهمة في مكافحة الإرهاب". وزعم أن ذلك "سيجعل الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، أمر ممكن"، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين "تتطور باستمرار" و"حجم التبادل التجاري يزداد".
من جهته، أعرب الأسد عن دعم نظامه لروسيا في غزوها "النازية في أوكرانيا" و"المدعومة من الغرب"، قائلاً إن "التغيرات الدولية في العام الماضي، تتطلب منا أن نلتقي لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة، على الرغم من عدم انقطاع اللقاءات بين مسؤولينا".
وأضاف الأسد أن "الزيارة ستفتح مرحلة جديدة من العلاقات مع روسيا، وستحقق نتائج مهمة في مختلف المجالات"، حسبما ذكرت "تاس".
الأسد يجدد شروطه
من جانبها، ذكرت صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" إن بوتين والأسد "بحثا طيفاً واسعاً من الملفات السياسية والاقتصادية"، وناقشا "العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بمختلف أشكاله"، مشيرةً إلى أن الجانب الاقتصادي احتل مساحة واسعة من المناقشات.
وقالت إن الجانبين ناقشا سياسياً بناء تحالفات وشركات مع الدول التي تتشارك معهما في المبادئ والمصالح من أجل تشكيل قوة فاعلة في مواجهة السياسات الغربية القائمة على الفوضى والتخريب ضد الاستقرارين الأمني والاقتصادي للجانبين، وافتعال الحروب لمواصلة هيمنة الغرب الضيقة.
وتناول اللقاء المبادرات الإقليمية التي تدعمها موسكو، في إشارة للتطبيع التركي مع النظام الذي يدعمه بوتين، حيث ذكر الأسد أنه مع الحوار إذا كان "من أجل تحقيق مصلحة الشعب السوري ووحدة الأراضي السورية". واشترط الأسد أن تكون للقاءات مع الجانب التركي، "نتائج واضحة ومحددة وعلى رأسها الاستمرار بمكافحة الإرهاب" وخروج القوات التركية.
وتطرق الجانبان إلى الحرب في أوكرانيا، حيث أعرب الأسد عن دعمه لبوتين، بينما اعتبرها الأخير "معركة وجود"، ومحاولة من الغرب لزعزعة استقرار موسكو السياسي والاقتصادي، كما رحّبا بإعلان السعودية وإيران استئناف علاقتهما الثنائية مجدداً، واعتبراها "خطوة ستنعكس إيجاباً على المنطقة والعالم".
لقاءات ثنائية
وقالت الصفحة إن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عقد على هامش الزيارة اجتماعاً مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد، موضحةً أنه جرى خلاله الحديث عن "المسارات التي تقترحها موسكو سياسياً"، و"التأكيد على أن أي مسار سياسي يجب أن يحقق وحدة وسلامة الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب وخروج القوات الأجنبية الموجودة فيها".
كما جرى اجتماع آخر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره علي محمود عباس، جرى خلاله الحديث عن "التعاون العسكري بين البلدين"، و"التأكيد على الاستمرار المشترك في محاربة الإرهاب في سوريا حتى تحريرها منه بشكل كامل".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها