المسيّرة الأميركية التي قتلت سليماني والظواهري..هل تقع بأيدي الروس؟

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة "اتخذت إجراءات لضمان عدم وقوع الطائرة بدون طيار التي تم إسقاطها فوق البحر الأسود في الأيدي الخطأ".

وأضاف كيربي لشبكة "سي إن إن"، "من دون الخوض في الكثير من التفاصيل، ما يمكنني قوله هو أننا اتخذنا إجراءات لحماية الطائرة لأنها ملك الولايات المتحدة، ولا نريد أن نرى أي شخص يضع يده عليها".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت ليل الثلاثاء، عن حادث تصادم بين مسيّرة أميركية من طراز "MQ9 Reaper" المتطورة، ومقاتلة روسية من طراز "سو-27". وقالت الوزارة إنها المسيرة سقطت في مياه البحر الأسود، مضيفة أن طائرات روسية حلقت على إلى جانب طائرة أميركية بدون طيار لمدة 30 إلى 40 دقيقة قبل أن تصطدم إحداها بها، مما أدى إلى تحطمها فوق البحر الأسود.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن المقاتلة الروسية "لم تستخدم أسلحة محمولة جواً ولم تتلامس" مع المسيرة الأميركية فوق البحر الاسود. وقالت إن "الطائرة بدون طيار انتهكت حدود نظام المجال الجوي المؤقت الذي أنشئ للعملية العسكرية الخاصة (الحرب في أوكرانيا)، وتم إبلاغها لجميع مستخدمي المجال الجوي الدولي، ونشرت وفقا للمعايير الدولية".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظهر دليلاً لدعم روايتها لما حدث للمسيرة، قال كيربي إن الولايات المتحدة "تبحث في بعض الصور لمعرفة ما إذا كان أي منها مناسباً للنشر العام"، لكنه أضاف أنه "لم يتم اتخاذ أي قرارات في هذا الوقت".

وتابع أنه "من الواضح أننا ندحض إنكار الروس، وأعتقد أن أي شخص، بعد عام الآن، يجب أن يأخذ كل ما يقوله الروس حول ما يفعلونه في أوكرانيا وما حولها بقدر كبير من التشكك".

وأشار كيربي إلى استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إلى وزارة الخارجية باعتباره "من مزايا وجود قنوات دبلوماسية مفتوحة"، وذكر أن وزارة الخارجية الأميركية أعربت للسفير الروسي عن "بواعث قلق كبيرة وحقيقية للغاية على هذا السلوك غير الآمن وغير المهني من قبل الطيارين الروس".

وكرر جون كيربي إدانته للواقعة، محذراً من "آثار فورية وأوسع نطاقا". وقال: "نحن بالتأكيد لا نريد أن نرى هذه الحرب تتصاعد بما يتجاوز ما فعلته بالشعب الأوكراني"، ووصف واقعة المسيرة بأنها "سلوك غير لائق وغير آمن وغير مهني من قبل الطيارين الروس".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قد أعلن ليل الثلاثاء، أن الوزارة استدعت السفير الروسي أناتولي أنطونوف لنقل "اعتراضاتها القوية" على إسقاط الطائرة.

وقال إن السفيرة الأميركية في موسكو لين تريسي "رسالة قوية إلى وزارة الخارجية الروسية" بشأن الحادث.

وقال السفير الروسي لدى واشنطن في بيان الأربعاء، إن المسيرات الأميركية تقوم بجمع بيانات استخباراتية تستخدمها كييف لاحقاً لضرب القوات والأراضي الروسية. وأضاف "يثير النشاط غير المقبول للعسكريين الأمريكيين بالقرب من حدودنا قلقا لدينا. إننا نفهم بشكل جيد لأي غرض تستخدم مثل هذه المسيرات الضاربة".

وتابع: "نعتقد أنه من المهم أن تبقى خطوط الاتصال مفتوحة. لا تسعى روسيا للمواجهة وتدعو للتعاون البراغماتي لصالح شعوب البلدين".

مواصفات المسيرة الأميركية
وتعد المسيّرة "MQ-9" من بين أحدث الطائرات الأميركية دون طيار، وتمتلك مواصفات تكنولوجية عالية، ويمكنها القيام بعدد من المهام في ساحات المعارك.

وقامت الطائرة بمهام فوق العراق وأفغانستان وسوريا ودول أخرى، ويعد الجيش الأميركي من أبرز مستخدميها. وقد أفادت بعض التقارير بأن هذه المسيرة استخدمت في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد، كما استخدمت في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية.

وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن تشغيل هذه الطائرة يتم عن بعد بواسطة فريقين في نحو 20 قاعدة منتشرة في 17 ولاية أميركية، ويقود أحد الفريقين المهمة ويتحكم في الطائرة، بينما يشغل الآخر أجهزة الاستشعار ويوجه الأسلحة.