قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان الأربعاء، إن الاستثمارات السعودية في إيران يمكن أن تحدث سريعاً جداً بعد الاتفاق الذي وقع بين البلدين قبل أيام.
وأضاف الجدعان خلال منتدى القطاع الخاص الأول لصندوق الثروة السيادي السعودي، وهو المحرك الرئيسي للاقتصاد المحلي، إن هناك الكثير من الفرص للاستثمارات السعودية في إيران.
وأشار الوزير السعودي إلى أنه لا يرى أية عوائق طالما سيتم احترام بنود أي اتفاق.
وأعلنت السعودية وإيران الجمعة الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ عام 2016، وفقاً لبيان مشترك صدر عن البلدين.
تطبيع إسرائيلي
وفي السياق، نفت الخارجية الأميركية أن يشكل التقارب السعودي الإيراني، عائقاً أمام تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، لافتة إلى أن الاتفاق لا يؤثر على دور واشنطن في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة للإعلام العربي ساميويل وربيرغ في مقابلة تلفزيونية أنه لا يوجد أي شيء في الاتفاقية يشكل حاجزاً ومانعاً أمام السعودية، من أن تكون لديها علاقة مع إسرائيل"، لافتاً إلى أن واشنطن مستمرة بتشجيع الدول، على إقامة علاقات مع إسرائيل، "لأن ذلك سيحول المنطقة، إلى منطقة أكثر أمناً وازدهاراً".
وكرر المتحدث ترحيب بلاده بالتقارب السعودي الإيراني، وبأي محاولة لخفض التصعيد في المنطقة"، وأوضح أن السؤال هو ليس موقع الولايات المتحدة في المنطقة بعد الاتفاق، وإنما "هل سيحترم النظام الإيراني التزاماته بها، لأنه عودنا على انتهاك تعهداته، أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو ملف حقوق الانسان، أو التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة"، وفق تعبيره.
ولم يعرب وربيرغ عن خشيته من تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة بعد الاتفاق، وقال:" حلفاؤنا وشركاؤنا في المنطقة، يدركون تماماً، أهمية العلاقة التاريخية والاستراتيجية معنا، كما رأينا اليوم، بصفقة شراء السعودية طائرات بوينغ، وكل يوم، هناك ما يذكر بمتانة العلاقات الدبلوماسية، بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
وقوبل الاتفاق بانتقادات حادة وُجهت في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي قال سابقاً إنه يعمل على إشراك السعودية ضمن تحالف إقليمي ضد إيران.
وفي وقت شكرت فيه كلٌّ من السعودية وإيران الصين على الدور الذي لعبته وجهودها في التوصل لاتفاق، اعتبر كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي الاتفاق بمثابة "نصر للحوار ونصر للسلام" قائلاً إن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم وستظهر تحليَها "بالمسؤولية" بصفتها دولة كبرى.
من جهته، قال رئيس المخابرات السعودية الأسبق تركي الفيصل إن الولايات المتحدة أو أوروبا لم تكن لتمثل "وسيطاً نزيهاً" وتأمين صفقة بين السعودية وإيران مثل التي ساعدت الصين في الحصول عليها.
وقال فيصل في مقابلة مع وكالة" فرانس برس" إن "الصين هي التي يمكن أن تنجح لأن علاقات جيدة تربطها مع البلدين"، مشيراً إلى أنه لم يكن على علم بتفاصيل الاتفاقية، ولكنه يأمل في أن تؤدي إلى مزيد من التطورات الإيجابية في الشرق الأوسط. وأضاف: "أعتقد أنه سيكون لها تأثير على قضايا مثل اليمن، على سبيل المثال. وآمل أن تنعكس أيضا على سوريا، حيث تحدث إراقة الدماء المستمرة".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها