السبت 2023/03/11

آخر تحديث: 12:01 (بيروت)

السلطة الفلسطينية تطلب ضمانات أمنية..قبيل لقاء شرم الشيخ

السبت 2023/03/11
السلطة الفلسطينية تطلب ضمانات أمنية..قبيل لقاء شرم الشيخ
حالة غليان تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة (غيتي)
increase حجم الخط decrease
 
لم يحقق لقاء العقبة غايته التي عُقد من أجلها قبل نحو أسبوعين، فالتطورات الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتصاعد يوماً بعد يوم جديد بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، وهو ما أثار تساؤلات عن مصير الاجتماع المقرر في مدينة شرم الشيخ في النصف الثاني من الشهر الحالي.

وقال مصدر رسمي من السلطة الفلسطينية لـ"المدن" إنه لا أحد يتحدث عن إلغاء اللقاء حتى اللحظة، "من منطلق أنه من مصلحة الأطراف كافة أن يُعقد حتى لو لم يؤدِ إلى نتيجة فعلية"، ذلك أن الحراك نفسه أفضل من لا شيء طالما يصب باتجاه محاصرة "الضرر" إن لم يكن تقليله، ويتحدث المصدر عن سيناريو تأجيل اللقاء بضعة أيام لا إلغاءه.

ضمانات أميركية
وكشف المصدر عن أن السلطة تنتظر الآن رداً من الولايات المتحدة والأردن بشأن اشتراطها الحصول على ضمانات بوقف الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية في الضفة، وإلا فإنها لن تذهب إلى شرم الشيخ دونما التزام تل أبيب بتفاهمات العقبة التي تنصلت منها منذ اللحظة الأولى.

لكن المصدر أقرّ في حديثه لـ"المدن"، بأن السلطة تحاول الضغط باتجاه خطوات عملية لصالحها تعزيزاً لمكانتها أكثر من كونها ترغب فعلياً بعدم الذهاب إلى اللقاء الخُماسي الجديد الذي يضم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إضافة إلى الأردن ومصر، برعاية أميركية تحت عنوان "خفض التصعيد في شهر رمضان".

شرم الشيخ بين 17 و20 آذار

ورجح المصدر أن يعقد اللقاء بين السابع عشر والعشرين من الشهر الحالي، مشيراً إلى أن ردّ واشنطن وعمّان كان التأكيد أنه يجب أن يكون قبل هذا التاريخ، لكنه كشف أيضاً عن إغراءات تقدمها واشنطن للسلطة بموازاة بعض الضغوط للذهاب إلى شرم الشيخ من دون شروط، واتخاذ خطوات على الأرض، وتابع: "نحن ننفذ ما علينا، والكرة في الملعب الإسرائيلي".

والحال أن السلطة الفلسطينية تناور من خلال توظيف التطورات الميدانية الأخيرة للضغط باتجاه تعزيز مكانتها السياسية عبر جعل لقاءاتها مع الجانب الإسرائيلي ذات طابع سياسي إلى الجانب الأمني، بيد أن تل أبيب تريدها لقاءات أمنية بحتة، ناهيك عن أن السلطة ترى في استمرار عمليات جيش الاحتلال واقتحاماته تحدياً لصورتها المهزوزة أصلاً في الشارع الفلسطيني، ما يصعب عليها مهمة تبرير اللقاءات مع إسرائيل.

وبينما جاء وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى المنطقة للقاء العديد من الزعماء، أكدت مصادر سياسية فلسطينية لـ"المدن" أن الهدف الأول للزيارة هو الملف الإيراني، وفي سياقه تطرق إلى خفض التصعيد في الضفة بناء على نظرية أميركية بتفكيك الملفات الإقليمية وجدولة أولوياتها.

وعبّرت مصادر فلسطينية مسؤولة في تصريحات لـ"المدن" عن غضبها من انعدام الضغط الأميركي على إسرائيل للجم اعتداءاتها، موضحة أنه بالرغم من النقد الأميركي للحكومة الإسرائيلية في الأيام الماضية، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتبره ضغطاً ناعماً، نظراً لقدرته على الإفلات منه دونما أي ضرر على جوهر العلاقة الأمنية والإستراتيجية مع الولايات المتحدة، خصوصاً مع وجود أغلبية جمهورية في الكونغرس.

وأفادت مصادر "المدن" أن الاتصالات بين السلطة وإسرائيل لم تنقطع مع أمين سر منظمة "التحرير" حسين الشيخ، غير أنها انخفضت وتيرتها في الأيام الأخيرة نتيجة التنكر الإسرائيلي لتفاهمات العقبة. وأضافت أن اجتماع شرم الشيخ  يهدف إلى بحث أمرين، الأول مراجعة وتقييم ما جرى أخيراً، فيما يتمحور الثاني حول نقاش خطوات التهدئة القادمة.

في غضون ذلك، جاءت عملية تل أبيب التي نفذها شاب فلسطيني عشريني وسط تل أبيب ليل الخميس مستخدماً مسدسه لتدل على درجة غليان الشارع الفلسطيني، وأن العمليات الفردية هي المتصدرة للميدان، ما يمثل رسالة تحذير للاحتلال ومعه الولايات المتحدة، ومفادها أنه دونما حل سياسي حقيقي بعيداً من الترقيع، فإن القدرة على احتواء الانفجار والسيطرة عليه تتلاشى يوماً بعد يوم.

وأبرزت الأحداث الأخيرة حالة التكاتف والتواصل بين المقاومة في نابلس وجنين، ما شكلت اتجاهاً متصاعداً بتجاوز الولاءات المناطقية والفصائلية، وهو متغير توقفت عنده أجهزة الاحتلال الأمنية ملياً، باعتباره مؤشراً إضافياً على فشل سياستها في الفصل بينهما وفرض العزلة عليهما.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها