الجمعة 2023/02/03

آخر تحديث: 16:32 (بيروت)

مقتل أبو عدي..يعمق الشرخ بين تحرير الشام وتركيا

الجمعة 2023/02/03
مقتل أبو عدي..يعمق الشرخ بين تحرير الشام وتركيا
increase حجم الخط decrease
يتواصل الجدل حول قضية مقتل قائد القطاع الشرقي في حركة أحرار الشام صدام الموسى (أبو عدي)، بقصف جوي نفذته طائرة مسيّرة أواخر كانون الثاني/يناير، على منزله في قرية الحدث في ريف منطقة الباب شمال شرقي حلب، وذلك بعد الحديث عن دلائل جديدة تشير إلى أن القصف نفذته طائرة مسيّرة تركية.

ونشرت الحركة عبر إعلامها الرديف الأربعاء، تسجيلاً مصوراً تم التقاطه بكاميرا مراقبة، ويظهر لحظة سقوط صاروخ استهدف أحد قادتها أمام منزله قرب الباب، وقال قادة في الحركة إن الاستهداف تم بصاروخ من نوع "MAM-L" أطلقته طائرة مسيّرة من طراز "بيرقدار"، وسبق أن تم تداول صور لبقايا الصاروخ من موقع الاستهداف وتمت مطابقتها مع طرازات معينة من القذائف التي تلقيها الطائرات المسيّرة التركية.

وبرغم الدلائل، والإشارة إلى تورط مسؤولين أمنيين أتراك عاملين بالملف السوري في العملية، إلا أن البيان الرسمي للحركة اكتفى بالتلميح إلى أن تركيا وراء العملية، والهدف هو ثنيها عن موقفها الرافض للتطبيع مع النظام السوري، لكن هيئة تحرير الشام كان لها موقف أكثر وضوحاً، وتعمل جدياً على الاستفادة من الحادث، وتدفع للتجييش ضد تركيا، إذ يحذر قادتها من سلسلة اغتيالات من المفترض أن تطاول قائمة طويلة من الشخصيات بالطريقة ذاتها.

وقال السلفي البارز في تحرير الشام والمقرب من الجولاني، جهاد عيسى الشيخ في تغريدة، إن "‏منهج الغدر والاغتيال من قبل جهاز المخابرات التركي أمر خطير ونذير شؤم، وأستغرب اتخاذهم هكذا خطوة في هذا التوقيت الحساس".

وأضاف "كيف يغيب عن القيادة التركية أن الحركات الجهادية لا يقضى عليها بالاغتيالات". وتابع: "كلما قُتل قائد خرج من يكمل طريقه، لذلك أتمنى أن تراجع القيادة التركية نفسها، وتعلم أنه بتكرارهم لهذا الأمر يدخلون المنطقة في دوامة لا نهاية لها، وقد وردت معلومات بأن هناك قائمة اغتيالات ستنفذ بعد اغتيال أبو عدي".

وكان أبو عدي يدير شخصياً معبر المحروقات قرب الباب (الحمران)، وهو على علاقة وثيقة بقيادة تحرير الشام التي يرجع إليها الفضل في أن تؤول إدارة المعبر الذي يدرّ ملايين الدولارات، إلى حليفها في ريف حلب، بعدما سلبته من الفيلق الثالث الذي كاد أن ينهار بسبب المواجهات مع تحرير الشام أواخر 2022. 

وقد تسلم أحد قادة أحرار الشام ويدعى الفاروق قيادة القطاع الشرقي وإدارة المعبر خلفاً لأبو عدي، وهو أكثر تشبثاً بالمعبر الذي تطالب به وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة. واتهم الفاروق صراحة المسؤولين الأمنيين الأتراك بقتل سلفه، وتوعد بالثأر في تصريحات نشرها على تويتر، ومن ثم حذفها.

وبدفع من تحرير الشام، انتشرت خلال اليومين الماضيين منشورات ورقية ودعوات في مدينتي الباب وقباسين وريف جرابلس، تطالب بمحاسبة المسؤولين الأتراك المتهمين بقتل أبو عدي. وتمت الدعوة لتظاهرات من المفترض أن تخرج الجمعة.

وأصدرت عشيرة الجبور التي ينتمي إليها أبو عدي بياناً، تدعو فيه إلى محاسبة قتلة الأخير. ونشرت مجموعة مسلحة من أبناء العشيرة تسجيلاً مصوراً، طالبوا تركيا بمحاسبة المسؤولين عن عملية استهداف أبو عدي، وتوعدوا بالثأر على طريقتهم في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

ويقول السلفيون المناهضون لتحرير الشام إن الأخيرة تدفع مناطق المعارضة إلى الهاوية وصدام دموي واستعداء لا يُحمد عقباه مع تركيا، وذلك خدمة لأطماعها في الهيمنة على المعابر، والتوغل في مناطق سيطرة الفصائل. وقال المنشق عن تحرير الشام أبو يحيى الشامي على "تلغرام": "تحرير الشام تحرض على تركيا وتنوي القيام ببغي جديد، وإن قيامها بهذه المغامرة يعني أنها غير عابئة بالعقوبات التركية".

وتوقع السلفيون أن تضغط تركيا أكثر على تحرير الشام وتلاحق كل من يتبع لها أو يتعامل معها، وقد بدا ذلك واضحاً خلال الحملة التي نفذها الأمن التركي مؤخراً في إسطنبول والتي أسفرت عن اعتقال عدد من الأشخاص التابعين للهيئة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها