الأربعاء 2023/02/22

آخر تحديث: 12:57 (بيروت)

فرقة"العمشات" تطرد مهجري الغوطة من قرى جنديرس..لإسكان عائلات مقاتليها

الأربعاء 2023/02/22
فرقة"العمشات" تطرد مهجري الغوطة من قرى جنديرس..لإسكان عائلات مقاتليها
increase حجم الخط decrease
تعيش مناطق نفوذ فرقة سليمان شاه التابعة لفصائل المعارضة في ناحية جنديرس شمال حلب، توتراً أمنياً غير مسبوق بعدما نفّذ الفصيل خلال الأيام القليلة الماضية حملة اعتقالات طاولت عدداً من مهجري الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وطرد عائلاتهم من بعض القرى.

وقال مصدر محلي في جنديرس ل"المدن"، إن "مجموعات تتبع لفرقة سليمان شاه التي يتزعمها محمد الجاسم (أبو عمشة)، وكتائب مسلحة أخرى متحالفة معها، أجبرت أكثر من 35 عائلة من مهجري الغوطة على ترك المنازل التي تقطنها في قريتي أنقلة وسنارة بريف ناحية جنديرس غرب منطقة عفرين".

وأضاف أن فصيل العمشات اعتقل عدداً من الأشخاص الذين رفضوا الإخلاء، قبل أن يطلق سراح عدد منهم بعد ساعات من عمليات الاعتقال، وذلك بعد أن تدخلت وساطات عشائرية ووجهاء محلية، في حين رفض الفصيل إطلاق سراح آخرين يتهمهم بالاعتداء على مقاتليه.

وأوضح المصدر أن فصيل العمشات يحاول طرد مهجري الغوطة من قطاعات نفوذه في ناحيتي جنديرس والشيخ حديد في ريف عفرين، لإسكان عائلات مقاتليه الذين خسروا منازلهم في الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 شباط/فبراير. وقد تذرعت مجموعات الفصيل التي اقتحمت القرى التي يقيم فيها المهجرون بالاعتداء على المقاتلين لتنفيذ خطتها، ويخشى باقي مهجري الغوطة في منطقة عفرين من أن يأتي دورهم في عمليات الإخلاء والطرد من قبل الفصيل ذاته.

وكان محمد الجاسم (أبو عمشة) قد ظهر بشكل متكرر خلال عمليات إنقاذ العالقين من تحت أنقاض المنازل التي دمرها الزلزال في جنديرس، ونشر الفصيل الكثير من الصور والتسجيلات المصورة التي تظهر مشاركة مقاتلي الفصيل وزعيمهم في عمليات الإنقاذ وتجهيز مخيمات الإيواء، وتوزيع المساعدات على المتضررين.

وهذه التحركات لا تعكس حقيقة السلوك المعتاد لمقاتلي فصيل العمشات، فالفصيل وفصائل أخرى كفرقة الحمزة وأحرار الشام وغيرها، متهمة بسرقة جزء من المساعدات، وفرض ضرائب على المنظمات كالحصول على حصة من المساعدات مقابل السماح بإقامة مخيم إيواء في قطاعات نفوذ الفصيل، والتدخل المباشر للفصائل في عمليات الايواء وتوزيع المساعدات.

ويبدو أن حملة الاعتقالات وطرد مهجري الغوطة قد أزعجت بالفعل هيئة تحرير الشام، الحليف الأبرز للفصيل، وصاحبة الفضل في تمدده في منطقة عفرين على حساب الفيلق الثالث منذ أواخر 2022. وقال أبو الحارث زبداني، وهو أحد قادة تحرير الشام على "تلغرام": "ما فعله فصيل العمشات بعائلات المهجرين من الشام وريفها لا يفعله إلا زنديق، فبحجة الاعتداء على شخص من جماعة الفصيل يتم تهجير عشرات العوائل بعد الاعتداء عليهم بأبشع أنواع الأذى، مع السباب والكفر بالله بأقذع الألفاظ، وكلها حجج واهية وسخيفة". وأضاف "لا بد للشام أن تلفظ خبثها، ولن يرضى الله علينا، ولن يقوم للجهاد الشامي أمر حتى تتطهر من الخبث، أياً كان مصدره ومكمنه".

ويرجح سلفيون مناهضون لتحرير لشام أن ينتهي تحالف الهيئة مع فصيل العمشات في ريف حلب. وقد تكون حادثة طرد عائلات الغوطة الشرقية من قرى ناحية جنديرس، والانتقادات التي تلت الحادثة مقدمة لهجوم إعلامي أوسع تتبعه حملة أمنية وعسكرية لتفكيك الفصيل الذي وضع تحرير الشام في موقف محرج أمام التيار المتشدد داخلها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها