الأحد 2023/02/12

آخر تحديث: 13:17 (بيروت)

حلب:ظهور شبيحة الزلزال.."تعفيش" المساعدات بالصوت والصورة

الأحد 2023/02/12
حلب:ظهور شبيحة الزلزال.."تعفيش" المساعدات بالصوت والصورة
increase حجم الخط decrease
يعيش الأهالي في أحياء حلب الشرقية أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية، بعدما فروا من منازلهم التي تصدعت وانهارت بأعداد كبيرة بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة المتضررة أصلاً بالقصف السابق لقوات النظام والمليشيات الموالية لها في الفترة ما بين العامين 2012 و2016.
وتشتكي آلاف العائلات الناجية التي تركت منازلها وتوزعت منذ فجر الاثنين 6 شباط/فبراير، على المساجد والحدائق ومراكز الإيواء المؤقتة، من سرقة المساعدات الإغاثية وعدم وصولها إلى مستحقيها، وبيعها في السوق السوداء أمام أعينهم وبأسعار خيالية. "شبيحة الزلزال" استفاقوا من الصدمة، وبدأوا عملية تعفيش المساعدات وحرمان مستحقيها منها.

وتمكن ناشطون من التصوير وبشكل سري لعمليات التوزيع في عدد من المساجد ومراكز الإيواء، وتسجيلات مصورة أخرى أظهرت جانباً من عمليات سرقة المساعدات، وتم تداول التسجيلات بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت طريقة التوزيع مهينة وغير عادلة والهدف من معظمها التقاط الصور، وفي كل مرة كانت الكميات الموزعة على الناجين من الألبسة والأغطية والمواد الغذائية قليلة لا تكفي سوى لأعداد قليلة.

وقال مصدر مسؤول في مديرية تربية حلب ل"المدن"، إن "قسماً كبيراً من التسجيلات المصورة التي تم تداولها التقطت من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء".

وأضاف أن "معظم الإداريين التابعين للمديرية والذين تم تكليفهم بإدارة عمليات الإسكان وتوزيع المساعدات فاسدون، وعمليات السرقة كانت واضحة، ولم يوزعوا الكميات المتبقة من المساعدات بشكل عادل، وكان التركيز على أقاربهم ومعارفهم"، موضحاً أن "هناك عائلات لم تحصل على أي نوع من المساعدة حتى الآن، ولا يزال أطفالهم بألبستهم التي خرجوا بها من منازلهم وقت وقوع الزلزال".

وليس العاملون في مديرية التربية في حلب وحدهم من يسرق المساعدات، يتهم الأهالي أيضاَ أئمة المساجد التي تحولت لمراكز إيواء في الأحياء الأقل تضرراً بسرقة المساعدات، وتوزيع كميات قليلة من المساعدات التي يجب توزيعها على العائلات المتضررة، وبيع قسم كبير من المواد الغذائية بأنواعها والألبسة والأغطية والفرش، في السوق السوداء. كما انتشرت ظاهرة الأسواق الشعبية والتجمعات التي تبيع المواد والسلع المخصصة للمساعدات في أحياء الشعار وسد اللوز وصلاح الدين والأعظمية وسيف الدولة وغيرها من الأحياء المنكوبة.

ويبدو أن كارثة الزلزال كانت فرصة أيضاَ للميليشيات الموالية للنظام لسرقة المساعدات على الحواجز وفي قطاعات انتشارها داخل المدينة وفي محيطها القريب، كلواء الإمام الباقر في حي البللورة وسط الأحياء الشرقية، والذي تجول قادته بين الأحياء المنكوبة، وأنشأوا مخيماً لإيواء الناجين من الزلزال في قطاع نفوذهم.


وعلى عكس الميليشيات المدعومة من إيران، كانت القنصلية الإيرانية بحلب أكثر تنظيماً في نواحي الإيواء والاستجابة الطارئة والإغاثة وعمليات توزيع المساعدات برغم قلتها وهدفها الدعائي، وهو ما دفع أعداداً كبيرة من المتضررين للتوجه إلى مراكز الإيواء التي افتتحها القنصل في جامع مشهد الحسين، وفي ساحة القنصلية في حي الزبدية، وفي عدد من الحسينيات وبمشاركة جمعيات خيرية إيرانية افتتح بعضها مطابخ ميدانية.
وكان للقنصلية دور في عمليات الإنقاذ في بعض الأحياء بعدما أشركت معداتها الثقيلة التي جلبتها من قواعدها العسكرية المنتشرة في محيط حلب وقاعدة جبل عزان جنوباً، وهذه التحركات تلتها زيارة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني، والذي تجول برفقة عدد من قادة المليشيات بين الأحياء الشرقية المدمرة بحلب، والتقط له مرافقوه الصور أمام المواقع التي تعمل فيها الأليات الإيرانية على انتشار جثث الضحايا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها